الصين: مواطنو الإنترنت يتضامنون مع نادلة قتلت مسؤولاً حكومياً

طعنت (دنغ يوجياو) التي تعمل كنادلة في محافظة (هوباي) مسؤولاً حكومياً إلى حد الموت وجرحت مسؤولاً آخر أثناء مقاومتها لمحاولاتهما الجنسية. ولم تُظهِر التعليقات حول الموضوع على الإنترنت أي تعاطف مع المرحوم بل على نحو عام أبدت دعماً لفعل الفتاة التي هي في الواحدة والعشرين من عمرها، معلنةً أنها (يانغ جيا) آخر لكونها قد ردّت على الظلم.

وقد أتى المرحوم (دنغ غيدا)، الذي هو قائد المكتب المحلي لتشجيع الاستثمار، ومعه زميلان إلى زاوية التسلي (دريم سيتي) من أجل التدليك حيث تعرّف على النادلة، وعندما طلب هو وزميلاه “الخدمة الخاصة” ما معناه “الجنس” في الصين فقد رفضتهم.

ويُدّعى أن (دنغ غيدا) أخرج حزمة من النقود من جيبه ثم ضرب النادلة على رأسها بها فحاولتْ مغادرة الغرفة بسبب هذه الإهانة، غير أن المرحوم دفعها على أريكة مرتين. بعدئذ وجدت النادلة سكيناً فطعنت المرحوم في حلقه قاتلةً إياه ومصيبةً أحد زميليه.

اتّصلت النادلة بالشرطة فيما بعد وسلّمت نفسها.

وما أن كُشف عن هذا الخبر حتى أوقد مناقشة عامة سئل من خلالها إذا شكّلت أفعال النادلة دفاعاً عن النفس، إذ مع أنّ خبراء القانون يُجمعون على أنها غالباً ما ستُتهم بجريمة فإنّ البعض جادل في الصحيفة الصادرة في هونغ كونغ (شنغ-داو اليومية) [كل الروابط باللغة الصينية]:

邓贵大要求邓玉娇提供“特殊服务”,邓玉娇不从,使用暴力手段,两次将邓玉娇按倒在沙发上,已构成强奸行为,且该不法侵害正在进行,并即将邓玉娇的人身造成严重损害。邓玉娇的防卫行为,是在情况紧急,精神高度紧张的情况下采取的自卫行为…不负刑事责任。

لقد طلب المسؤول “خدمة خاصة” من (دنغ) ولكنها رفضته! ثم دفعها على الأريكة بشكل عنيف مرتين، وقد يُرى هذا الفعل على أنه محاولة اغتصاب، وهكذا كانت المخالفة لحقوق (دنغ) مستمرّة بشكل قد يؤدي إلى جروح خطيرة لها. لذلك شكّلت الطعنةُ دفاعاً عن النفس وفوق ذلك نظراً لحالة الطوارئ التي واجهتها (دنغ) فلا ينبغي أن تُتهم بأية جريمة!

وعلى السبيل نفسه امتدح الكثير من مواطني الإنترنت (دنغ)، كما فعل (يي لي) من (تيانيا) قائلاً:

邓玉娇,你是好样的。敬佩你,支持你,向你学习。望保重。

إنك لجيدة يا (دنغ يوجياو)، فأقدّرك وأدعمك وسأتعلم منك. تحياتي.

وفوق ذلك كله قد أعيدت صياغة الأحداث هذه إلى قصة قصيرة في اللغة الصينية التقليدية بشكل كان المؤرخون القدامى يوظّفونه من أجل تكريس قدوة بطولية. ومن يفهم هذه اللغة قد يتطلع إليها هنا:

邓玉娇者,荆州巴东人也,美而烈,以修脚为业。
一夕,浣纱于室,野三关镇吏黄德智、邓贵大、邓某相携寻欢不遇,见玉娇,遂破门而入,欲强狎焉。玉娇严词斥之,邓贵大怒,鞭面以币,曰:吾辈多金,岂惧汝 不从哉。玉娇不顾,贵大愈怒,乃按其于卧塌,强起,复按之,三者相视而笑。玉娇羞愤,遂操细刃刺之,三创而毙,德智复犯,玉娇又刺之,重创,邓者大惧,不 敢前。玉娇乃投刃自首于官。

كذلك علّق (jy_xyp):

娶女如此,此生足已!!!!

لو استطعتُ أن أتزوج من فتاة مثل هذه لكنت راضياً.

وتتمتع العذرية بدرجة عالية من الأهمية في الصين، الأمر الذي تواكبه حكايا كثيرة متداولة تروي دفاع النساء عن شرفهن. وفي هذه الحالة اختلط التقدير لفتاة دافعت عن طهارتها بالاستنكار للمسؤولين الفاسدين.

تساءل المدوّن (سون شياوبو) في people.com:

一是这些官员哪里有那么钱?因为在争执中,被刺死的邓贵大曾从怀中拿出一沓钱抽打邓某的头部,一个靠工资过日子的公务员哪来的那么多钱,而且一点也不怜惜。到底是公款,还是腐败得来的。官员为何热衷于去娱乐场所?为何热衷于特殊服务?

كيف حصل هؤلاء المسؤولون على هذ المبلغ من النقود؟ لقد ضرب المرحومُ الفتاةَ على رأسها بحزمة من النقود، فيا ترى كيف كان بحوزة موظف حكومي نقوداً إضافية يصرفها باسترخاء؟ هل يمكن أن تكون أموالاً حكومية أو ثمار الفساد؟
وكيف كان بوسع المسؤولين القيام بزيارات مكثفة إلى زوايا التسلي ولماذا يبدون مهووسين بـ”الخدمة الخاصة” إلى هذه الدرجة؟

إن المدوّنين ومواطني الإنترنت والمثقّفين يتخذون بعض الخطوات الهادفة إلى دعم (دنغ يوجياو)، فوردت رسالة مفتوحة على الإنترنت تدعو العامة إلى إرسال تعابير التضامن إلى (دنغ) في السجن، ولكن الكثيرين ما زالوا يقلقون أن الشرطة قد تتلاعب بالأدلّة لكي تحمل المحاكمة على ترجيح كفة المسؤولين على (دنغ).

فقال تقرير ابتدائي إن (دنغ) عانت من مرض نفسي، وفضلاً عن ذلك زعمت الشرطة أنّ (دنغ) استعملت سكيناً لقطع الفواكه في الجريمة بينما قد قالت إنها اعتمدت على قصاصة الأظافر نفسها التي استخدمتها في عملها مع سائر الزبائن.

وتعليقاً على هذه النقطة بالذات كتب المدوّن (زاو زوانغمنغ) في مقالة:

首先,他们故意不提招商办官员用钱打修脚女的细节.

其次,他们将自卫工具修脚刀换为水果刀.这看似细微的差别,所能形成的造案效果却不可低估:用修脚刀自卫,说明是在工作被挑戏激愤慌张中自卫,用水 果刀则不同,洗脚物包间通常不会有,这就为构陷修脚女”折出拿刀再返回刺杀”埋下伏笔.这样就使显而易见正当防卫往故意杀人上靠.

إن الشرطة لا تذكر حزمة النقود على الإطلاق!
وفوق ذلك تدّعي أن (دنغ) استخدمت سكيناً لقطع الفواكه كسلاح وليس قصاصة الأظافر! وليس هذا بفرق صغير إذ يدلّ توظيف قصاصة أظافر على الدفاع عن النفس في لحظة الرعب عن طريق أداة متوفرة لديها، بينما يشير استعمال سكين إلى جريمة مخطط عليها مسبقاً لأنها كانت قد أتت بالسكين من مكان آخر.

再次,他们声称在修脚女的包里查出治疗抑郁症的药.这一招最狠毒:可以维护官员的形象;又可以将修脚女投入精神病院折磨,谁都知道进政治精神病院是比死刑恐怖千百倍的事.

فضلاً عن ذلك تدّعي الشرطة أنها وجدت دواءً لمرض نفسي في جعبة الفتاة. ما أبشع هذه الحيلة المصطنعة من أجل حماية سمعة المسؤولين! وفقاً لهذا الادعاء قد تسجن الفتاة في مشفى المجانين ويعي الكل أن مشفى المجانين الحكومي أسوأ بكثير من حكم الإعدام.

وتابع المدوّن تعليقاته معطياً سيناريو مفترضاً لما ستخلص إليه الشرطة: الفتاة طعنت المسؤولَين بسبب مرضها وارتيابها.

هل تصح هذه التساؤلات؟ ينتظر مواطنو الإنترنت إجابةً نهائية من الشرطة.

3 تعليقات

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.