مصر: دويلات القاهرة

هل تعتقد أن القاهرة مدينة؟ في الواقع فإن القاهرة عبارة عن دويلات صغيرة التي تعمل باستقلال عن بعضها البعض. يوضح كريم الشافعي كيف تسير الأمور في القاهرة.

يقول كريم:

يعتقد الكثيرون أن القاهرة مدينة.. هى فى الحقيقة مجموعة من الدويلات والإمارات تربطها علاقات تاريخية وإقتصادية وإجتماعية وثيقة ولكن كل منها مستقل إستقلال تام.. يربط بين هذه الدويلات شبكة طرق معقدة لا يفهمها إلا القاهريون.. ويعتبر المرور فى القاهرة من عجائب الدنيا التى تذهل علماء الفيزياء ويحكى تاريخياً إنها سميت القاهرة لأن الغالبية العظمى من الغزاة إنهارت جيوشهم على كوبرى ستة أكتوبر.. بالذات مطلع البطل أحمد..
خريطة للقاهرة من فليكر تصوير اسطنبول. مستخدمة برخصة المشاع الإبداعي

خريطة للقاهرة من فليكر تصوير اسطنبول. مستخدمة برخصة المشاع الإبداعي

وبالرغم من كون اللغة التاريخية للقاهرة هى العربية إلا إن اللغة تطورت تطور مختلف فى كل دويلة من دويلات القاهرة حتى أصبح يصعب على قاطنى أى دويلة فهم مواطنى دويلة آخرى وبالتالى لجاء القاهريون إلى طريقة جديدة للتواصل بإستخدام الكلاكس والصفارة والبسبسة والتغميز والتقليب والدابل فلاشر.. وقد تطورت العادات والتقاليد فى كل دويلة تطور مختلف تماماً عن جيرانها حتى أصبح من السهل تحديد الدويلة التى يقطنها أى شخص من ملابسه.. وقد أدى ذلك إلى تقوقع كل سكان دويلة فى منطقتهم وخوفهم الشديد من سكان الدويلات الآخرى لأنهم بياكلوا العيال الصغيرة..

ويكمل:

حدثت بعض المحاولات على مدار السنين من بعض الدويلات للإنفصال عن القاهرة.. منها محاولة إستقلال إمبابة وإقامة إمارة إسلامية فى التسعينيات من القرن الماضى والإنفصال اليومى لدويلة المهندسين عن بقية القاهرة بين الساعة الواحدة ظهراً والثانية عشر فجراً حيث لا يمكن الدخول أو الخروج من المهندسين فى هذه الفترة إلا على دراجة بخارية للديليفرى..

تسمح الدويلات القاهرية بحرية التنقل بينها ونقل البضائع بل والتزاوج بينها.. وبالرغم من سماح القانون بالتزاوج ما بين الدويلات إلا أن العديد من العائلات ترفض زواج أولادها من سكان الدويلات الآخرى لأسباب إما إقتصادية أو إجتماعية.. ولكن فى أغلب الأحيان يكون السبب الرئيسى هو المرور

الحالة المرورية بالقاهرة - تصوير vegabondblogger على فليكر - مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي

الحالة المرورية بالقاهرة – تصوير vegabondblogger على فليكر – مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي

يمتاز القاهريون بإقتناعهم التام أن الدولة هى القاهرة.. فيطلقون على القاهرة “مصر” وما دونها “الأقاليم”.. وقد دفع ذلك بقية سكان مصر إلى إحتقار القاهرة وإعتبارها دونهم حتى أصبح المصطلح للذهاب إلى القاهرة هو “أنا نازل القاهرة”.
في النهاية:
لا أحد يعلم ما هى حدود القاهرة الحقيقية ولا تعداد السكان بها وفقد العالم الأمل فى أنه فى يوم من الأيام سوف يعرف هذه المعلومات فالقاهرة تتوسع بسرعة فائقة لدرجة أن أى أحصاء للسكان يكون صالحاً لمدة ربع ساعة فقط.. وتمتاز القاهرة بأنها تتوسع فى ثلاث إتجاهات: طولياً: حيث إمتدت حتى واحة عمر شمالاً وبنى سويف جنوباً.. عرضياً: حيث أستولت على محافظتى الجيزة والقليوبية ويتوقع البعض أنه فى خلال أربع سنوات سوف تحتل القاهرة محافظات السويس والإسماعيلية والفيوم ومنطقة العين السخنة.. رأسياً: حيث أن الوقت الذى تحتاجه لهدم فيلا وبناء برج سكنى فى القاهرة أصبح أقل من 11 ساعة..

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.