موريتانيا: تسجيلات صوتية للرئيس وهو يفاوض في صفقة مشبوهة

استيقظ الموريتانيون صباح يوم الخميس 28 مارس/ آذار 2013 على وقع تسجيلات صوتية نشرتها بعض المواقع الإلكترونية تحوي محادثة هاتفية يُعتقد أنها بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وشخص يتحدث العربية بلكنة عراقية، حيث يفاوض هذا الشخص الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز من أجل الإفراج عن شحنة من سلعة لم يتم تحديدها لكنها موجودة في صناديق وترجح مجريات المحادثة أن تكون مبالغَ مالية، حيث يقول الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز لمحدثه العراقي عليك فتح أحد الصناديق وتسليمهم مليونين لحل المشكل.

ضمت كذلك هذه التسجيلات حواراً بالإنجليزية بين المواطن العراقي والمستشارة السابقة في الرئاسة الموريتانية “كمبا با”، يطلب فيه تسديد مبلغ مليونين، حيث تقول “كمبا” إنه ليس بإمكانها ذلك وتطلب وقتا للرد على الطلب. وقامت صفحة موريتانيا الغد على فيسبوك بترجمته إلى العربية.

وحسب موقع “تقدمي” فإن هذه التسجيلات تم تسجيلها من طرف مواطن عراقي يدعى عثمان علاوي، وتوثق هذه التسجيلات تفاصيل لعملية احتيال تعرض لها الرئيس محمد ولد عبد العزيز أيام كان قائد الأركان الخاصة وتورط معه كل أفراد المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الذي حكم موريتانيا بين 2005 و2007، بمن فيهم رئيسه أعل ولد محمد فال، وكان موقع (لشالانجر) المالي قد نشر مقابلة لرجل الأمن المالي مع قائد الحرس الرئاسي سابقا ورئيس الدولة الحالي الجنرال محمد ولد عبد العزيز، اتهمه فيها الأول برعاية المخدرات في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الموريتاني لم يعلق حتى الآن على هذه التسجيلات ولم تفعل الحكومة كذلك.

180px-Mauritania-aziz-in-his-home-city-Akjoujt-15mar09_1

كتب موقع “تقدمي” عن بداية القصة:

تبدأ القصة، حين استغلت العصابة العراقي الجنسية عثمان العلوي ليتصل بالسلطات الموريتانية عن طريق آمدو عمار (المالي الجنسية والذي سبق أن عمل لصالح الاستخبارات العسكرية الموريتانية، عن طريق الملحق العسكري الموريتاني بمالي حينها، سيدي ولد هيبة)، وقد أكد عثمان العلوي الذي يعيش في “أكرا” العاصمة الغانية، لقائد الأركان الخاصة حينها، العقيد محمد ولد عبد العزيز (الذي سيصبح جنرالا فيما بعد) أنه يمتلك وأسرته الهاربة من جحيم الحرب في العراق ثروات كبيرة من المجوهرات والأحجار الكريمة، ومبالغ ضخمة من العملة الصعبة، تقدر بمليارات الدولار، تم تهريبها من العراق، وأنه يريد نقلها إلى موريتانيا، حيث ينوي استثمارها والاستقرار وإلقاء عصا التيار.

هذه التسجيلات أثارت الجدل بين المدونيين والنشطاء الموريتانيين وغردوا بكثافة على الوسم #فضيحة_الجنرال

كتب الكاتب والناشط السياسي الموريتاني عبد الرحمن ودادي عن تعدد الروايات حول التسجيل وعن الرواية المنطقية بالنسبة له:

التحليل المنطقي أن العصابة سلمت مبالغ من الدولارات المزورة مقابل سعر منخفض لجذب  قائدنا المفدى وتشجيعه على دخول اللعبة عبر الوسيط العراقي  وبعد أن قام الطرف الموريتاني بتصريف المبالغ بطريقته بدأت العصابة بطلب نسبة أكبر مقابل كميات جديدة من الدولار الخارق خاصة بعد نجاح العملية الأولى  وإن صاحبنا  أبدى موافقته في البداية على الارتفاع ومن ثم غير رأيه بعد تجهيز الطلبية من أجل تخفيض في سعر الدولارات ـ على طريقة المساومة الحقيرة ـ وحاول التفاوض لتخفيضها مما حاول العراقي أن يحله عبر وساطة بين الطرفين كما يتبين أنه دخل في مشكلة عويصة مع العصابة بسبب تغيير صاحبنا لرأيه.

تحدث المدون والناشط الموريتاني محمد لمين أشفاغة عن تعرض الرئيس الموريتاني للخداع وبطريقة ساذجة:

لا شك أن أغلبكم قد وصله يوما رسالة على الإيميل من قبل من يدعون أنهم ورثة موبوتو أو غباغبو أو الرئيس النيجري أباشا أو بن علي أو القذافي…. واللائحة طويلة، هذه الشبكات تدعي عادة أن لديها أموالا أو كنوزا بقيمة مليارات الدولارات يريدون استثمارها في بلد الضحية ومقابل ذلك عليه أن يدفع مبلغا مسبقا كبادرة حسن نية، صدّق جنرالنا القضية وانطلت عليه الحيلة – حسب ما أفادت به تقدمي داعمة تقريرها  بتسجيلات صوتية – وعين وزيرة كلفت بالملف وألغيت وزارتها بعد انتهاء العملية، وفي آخر المطاف سلب من جنرالنا الساعي نحو الثراء السريع ما يناهز نصف مليون دولار وحجز بعد ذلك مكانا محترما في كناشنا كأكبر المنافيش الذين  اطلعنا على أخبارهم في ديوان الخبر اليقين في نوازل المنفوشين.

وعلى نفس المنوال سار الناشط التاه ولد حبيب:

@tahabib: المحرج في ‏#فضيحة_الجنرال ليس أن الرئيس كان يدخل في صفقات مع عصابات مافيوية ولكن أن تتم خديعته بمثل هذه السهولة!

أما المدون والناشط الموريتاني الحاج إبراهيم فقد قال إن ما جاء في التسجيلات سبق وأن تحدث عنه الناس في صالونات العاصمة الموريتانية نواكشوط:

أغلب مضامين التسجيلات المسربة اليوم في المواقع الموريتانية سمعتها الصيف الماضي في صالونات نواكشوط. هددت المعارضة أنها ستكشفها في إحدى مهرجاناتها التثويرية قبل أن يتجدد الحديث عنها من جديد في خضم الأزمة بين حسن ولد المختار وموقع تقدمي. مقابلة لشالانجر مع عميل المخابرات الموريتانية السابق شجعت المواقع الموريتانية على إخراج “كنزها” الذي حرقته مقابلة لشالانجر. كانت التسجيلات لتكون قنبلة وسبقا صحفيا لو امتلك أصحاب المواقع التي سربتها اليوم الشجاعة الكافية ونشروها عند الحصول عليها دون مساومة أو ترصد.

وكتب الناشط مجدي أحمد:

@mejdmr في أكثر من مناسبة صرح عزيز أن خزائن الدولة مليئة بالأموال.. تلك الأموال  يمكن أن تكون من عملة “الدولار المدهش”!! #موريتانيا

وبدوره طالب يحيى ولد جد النظام بالاستقالة إن كان ما نشر حقيقيا:

@yahyajedou  حقيقة إذا صح ما أورده موقع تقدمي فعلى النظام الاستقالة وفورا.. والاعتذار للشعب الموريتاني #أضعف_الإيمان

وكتب الناشط عبد الفتاح ولد حبيب:

@afetah  أسلوب #فضيحة_الجنرال شهير عند لصوص أفريقيا، فيرسل بعضهم إيميلات للكثيرين أنهم ربحوا جائزة كبيرة وحين يرد أحدهم يقال له عليك دفع رسوم الإرسال.

أما الناشط جمال ولد لحبيب فقد تساءل عن إمكانية تحويل القضية إلى فيلم:

@JEMALLHBIB  للمخرج الموريتاني المبدع عبد الرحمن سيساغو فيلما بعنوان “باماكو”.. فهل سنجد مخرجا موريتانيا يقدم فيلما آخر بعنوان “آكرا”؟! #فضيحة_الجنرال

بدوره تحدث الصحفي الموريتاني يعقوب باهداه عن تموقع غير جيد للرئيس الموريتاني:

@YacoubBHD مقابلة المالي الذي قال إنه كان عميلا للرئيس محمد ولد عبد العزيز، والتسجيل الصوتي لمكالمة الأخير من الشخص العراقي، مؤشران لتموقع غير مشرف لرئيسنا.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.