فيديو كليب موريتانيّ يعتبره البعض “خروجاً عن العرف والعادات”

 نشرت قناة “موريماكس فيلمز“على يوتيوب يوم السبت 28 سبتمبر/أيلول 2013 أغنية للمغني الموريتاني حمزة براين مصورة على طريقة الفيديو كليب وتحمل عنوان “بدأ من نواكشوط”، وتظهر في هذا الفيديو شابة موريتانية تلبس ملابس عصرية تكشف أجزاء من جسدها وتتخلى عن اللباس الموريتاني التقليدي”الملحفة” وتؤدي دور حبيبة المغني، وضم الفيديو كذلك مشاهد حب بسيطة.

وهو ما أثار سيلاً من التعليقات السلبية تجاه الفيديو حيث اعتبره البعض من المعلقين على الفيديو وبعض النشطاء على الشبكات الاجتماعية خروج على عادات المجتمع الموريتاني وترويج للانحلال الخلقي والفاحشة. إلا أن هناك مستخدمين ونشطاء اعتبروه عملا فنيا يخدم الحراك الثقافي والفني في موريتانيا وخطوة رائعة ينبغي تشجيعها.

تحدث المدون والناشط الموريتاني عبد الله محمد عبد الرحمن عن نجاح الكليب ومستواه الفني الراقي:

الفيديو كليب الجديد الذي يحمل عنوان : بدأ من نواكشوط … قدم في حلة فنية رائعة من ناحية التصوير و المونتاج و الألوان و الريميكس الموسيقي، و شهد ظهور فتاة مع حمزة براين تسمى ليلى مولاي.

في ظرف يوم واحد و على قناة الشركة حصل الفيديو على حوالي 7000 مشاهدة، ما يجعل هذه الفيديو مختلفا، هو ظهور ليلى الشابة الممثلة في زي غير الملحفة الأمر الذي لم يستحسنه البعض و دفعه لوضع بعض التعاليق الرافضة للأمر. و هي المرة الأولى من نوعها التي ينتج فيها فيديو كليب موريتاني بدرجة قد يسميها البعض جراءة، حيث أيضا في لقطات من الفيديو يمسك حمزة بيدي ليلى على الشاطي و هو أمر أيضا تستنكره غالبية في المجتمع..

صورة من الكليب نشرها عبد الله محمد عبد الرحمن على مدونته

صورة من الكليب نشرها عبد الله محمد عبد الرحمن على مدونته

أما الناشط محي الدين مهدي فقد تطرق للدوريات الأخلاقية التي تحاكم هذا العمل على الشبكة، وعن الجدل الذي أثاره وعن نفاق المجتمع:

أشاهد هذه الأيام دوريات هيئة الأمر بالمعروف تذرع هذا الفضاء الإفتراضي جيئة و ذهابا ، حاملة في سياراتها الجيمس، مدرسي فضيلة و أساتذة أخلاق و أشرطة مواعظ و وعيد و سب، كل هذا لأن شركة انتاج جديدة أخرجت فيديو كليب بفتاة حاسرة الرأس.
الهيئة كانت مرتبكة، فأغلب صفحاتها التي اعتبرت العمل ماجنا نشرته في حملة اعلان ضخمة لم تحلم بها شركة موريماكس، أيضا معظم المعلقين اعتبروا الأمر خروجا عن “العرف” و العادات، و الدين واسترسلوا غضبا و ثورة على هذه البلوى، حينها خرج الحكماء، رويدا هؤلاء كلهم، ضحية استغلال، الفتاة، الفتى، المنتج، المصور، المشاهد، الكل ضحية مغفل، اسألوني أنا، أنا العارف المدرك لأبعاد حرب الغرب على الأخلاق، 
البقية قدمت مناحة على الأخلاق، الغيرة، الكرامة التي سقطت بسقوط طرف تلك الفتاة. 
لكن هل بإمكان طرف فتاة مجهولة أن يعرف قيم أمة؟. هل الأخلاق أصلا مظهر؟ أيهما أسوء التبرج أم النفاق، 
أنا أؤمن أن الحرية هي الأصل، و أن مجتمع يرفض من لا يرتدي قطعة ثيابه هو مجتمع يؤسس للنفاق، و لا يؤسس للفضيلة.

وسخر بدوره الناشط مزيد الشيخ من حملة الانتقادات التي واجهت الفيديو وفريق عمله:

إلى حراس الفضيلة القابع تفكريهم في الجنس “الونسة” :

أيها الأراذل، العراة من المنطق المليئين بالحقد على المرأة على مر العصور السخيفة، أيها المختبئين خلف المؤخرات الشاخص بصركم أبدا في النهود، إليكن أيتها الرجعيات، العنصريات مدمنات العادة السرية و المفكرات في السحاق اكتب هذه الحروف المثيرة للبصق على وجهي القبيح. 

طالعنا موقع اليوتيب الرائع بفديو جديد لشاب يمتلك حنجرة لا تليق بهذا المنكب البرزخي الأصم، شاهدته بتأني دون أن أحك قضيبي او أعيد اللقطة كما فعل بعض الإخوة في الله، شاهدته حتى تعرت ذائقتي من الرتابة و شرعت ترقص ترقص ترقص فقد أعجبها صوت الشاب الجميل.

 وتحدث الناشط محفوظ ولد أجواد عن مجون العاصمة الموريتانية نواكشوط والفيديو :

على فكرة المجون في #انواكشوط لايمكن إختزاله في الفيديو المتداول الآن على شبكة التواصل الإجتماعي اخشى أن تسمى عاصمتنا عاصمة المجون والفسق والجنون !!!

أما الحساب النشط المعرف على فيسبوك المعروف ب”محبو ولد سيدي يحي “فقد إتهم موريماكس بمحاولة نشر الفاحشة في موريتانيا وقال أنه يقف ورائه أجانب:

Maurimax تسعي الي نشر الفاحشة وثقافة العري والانحلال الاخلاقي وخصوصا هذا الفديو الذي انتشر اليوم وهناك اجانب من المغرب ودول اخري تدعم هذه المؤسسة وماتقوم به الآن هو نوع من جس نبض المجتمع واذا لم يتم التصدي لهم بالطرق القانونية فعليكم ان تستعدو للمزيد من الانحلال 

وبدوره اعتبر الكاتب الموريتاني حبيب الله أحمد أن هذا العمل موجه للغرب وأنه لا يعبر عن موريتانيا ويخالف تقاليد شعبها:

فيديو “اكليب” الذى سجله شاب وفتاة يقال إنهما موريتانيان عن حياتهما فى نواكشوط لايختلف عن أي فيديو آخر فطبيعة الملابس والكلمات والمناظر والإيقاع والتصوير ودرجة الخلاعة كلها تجعله عملا إبداعيا بالنسبة للأمريكيين والفرنسيين وغيرهم وتجعله نشازا فى موريتانيا التى يخرج قطعيا عن تقاليد وأعراف مجتمعها المحافظ المحتشم وحتى عن السياقات الأخلاقية للموسيقى الوطنية المتعارفة وأظنه موجها للشباب الأجنبي وليس سلعة محلية

وفي خطوة تضامنية مع الفتاة التي ظهرت في الفيديو قام مجموعة من النشطاء الموريتانيين على فيسبوك بالدعوة إلى حفلة راقصة على فيسبوك إجلالاً للفتاة.

4 تعليقات

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.