البحرين تنضم للتحالف الدولي على داعش، لكنها تعذب أمريكيين في سجونها وتغض الطرف عن انتقاد دواعشها

محتجون بحرينيون ضد دعم المملكة المتحدة لسياسة التعديب في البحرين. تصوير تيري سكوت في ١٢ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٣. حقوق النشر: Demotix

محتجون بحرينيون ضد دعم المملكة المتحدة لسياسة التعديب في البحرين. تصوير تيري سكوت في ١٢ تشرين الأول/ أكتوبر ٢٠١٣. حقوق النشر محفوظة لديموتكس

“أُمر بالوقوف على رجل واحدة لأربع ساعات، وقال أنه تعرض للضرب المتكرر والتهديد باغتصاب أمه وأخواته”. هذا يبدو كتصرفات جماعة داعش، التي استولت بوحشية على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا. لكنه وصف لما قامت به حكومة البحرين، حليف الولايات المتحدة الإئتلاف الدولي ضد داعش، بحق أحد المواطنين الأمريكيين ومع الآلاف من المواطنين البحرينيين.

انضمت البحرين بالإضافة لأربعة دول عربية أخرى للتحالف ضد داعش. وغني عن القول أن البحرين لم تقم حتى بدعوة برلمانها لإقرار المشاركة في التحالف وخوض الحرب. وهذا ما تعرض له بالسخرية الكوميدي الأمريكي الشهير جون ستيوارت في برنامجه “ذا ديلي شو”.

يأتي تحرك البحرين هذا بعد وقت قصير من ترحيل دبلوماسي أمريكي، وبعد تجاهل رئيس اللجنة الوطنية للدفاع والأمن القومي في مجلس الشورى، الشيخ خالد آل خليفة لخطورة تنظيم داعش.

مزاعم التعذيب

تخوض الحكومة البحرينية في سنتها الثالثة في حملتها ضد ثورة البحرين. وجد تقي الميدان، وهو مواطن أمريكي بالولادة، نفسه متورطًا في الصراع بعد عودته وأمه إلى البحرين بسبب طلاقها. هناك ألقي القبض عليه وتعرض للتعذيب وأُجبر على التوقيع على اعتراف ملفق بمحاولته القتل. وهو الآن يقضي حكمًا بالحبس لمدة ١٠ سنوات في نظام السجون سيء السمعة في مملكة البحرين.

اعتقل الميدان من منزله وقُدم للمحاكمة بتهم التجمع غير القانوني والإعتداء على القوات المسلحة. في مقابلة على إحدى الصحف باللغة العربية أنكرت أمه كل التهم الموجهة بحقه وقالت أن ابنها كان في المنزل وقت الحادث المزعوم ولم يغادر المنزل بناءً على تحذير السفارة الأمريكية لرعاياها.

تقول الأم: لا يوجد دليل مادي يدعم مزاعم الإدعاء بحق إبنها، إنها تطالب بتقديم أي أدلة إدانة إلى المحكمة في جلسة علنية، وقالت أنها واثقة بدحض أية إدعاءات بسرعة. وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان فإن البحرين قد “فشلت في تحقيق المبادئ الأساسية للمساءلة والعدالة النزيهة“. 

وفقًا لناشط حقوق الإنسان البحريني البارز سعيد يوسف المحافظة. فإن الميدان يتعرض لسوء المعاملة في السجن ووصف ضروفه بالسيئة في تغريدة سابقة هذا الصيف:

بعد موت عدد من السجناء البحرينيين في العام الماضي، صرح المركز البحريني لحقوق الإنسان في تقريره لعام ٢٠١٣

The continuation of the current violations against all prisoners in Bahrain may lead to future loss of lives.

إن استمرار الانتهاكات الحالية بحق جميع السجناء في البحرين قد تتسبب بالمزيد من الخسائر في الأرواح بالمستقبل.

نسبت أسباب أربع وفيات لعدم توفر العلاج الطبي في السجون عام ٢٠١٣

وفقًا للأم، فإن الميدان خسر ١٦ كيلوغرام من وزنه منذ اعتقاله، شعره يتساقط وتفاقمت لديه القرحة المعدية أضف إلى معاناته من آلام في الظهر، ومن المتوقع أيضًا تدهور حالته النفسية. كل هذا دون عناية صحية أو ضغط دبلوماسي كاف للإفراج عنه.

 اعتقال نبيل رجب

تقوم البحرين أيضًا بإسكات الأصوات التي ترفع ضد داعش، بل تغض الطرف عن أعداد المنشقين من قواتها المسلحة والملتحقين بهذا التنظيم الذي تأتى لبعضهم الوصول إلى أعلى المراتب به.

السلطات البحرينية أقدمت على اعتقال نبيل رجب مرة أخرى، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان بعد الإفراج عنه في شهر مايو / أيار ٢٠١٤ حيث قضى في السجن مدة عامين بتهمة الدعوة للاحتجاج السلمي. احتجازه هذه المرة بسبب انتقاده للمنشقين عن جهاز الشرطة الذين انضموا لداعش. في الواقع، كتب نبيل رجب مرات عدة في السابق معلقًا على أفعال داعش. فعلى حسابه على انستاجرام كتب معلقًا على قيام داعش بحز رأس الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف:

على إينستاجرام، نبيل رجب يشيد بالصحفي الاميركي ستيفن سوتلوف الذي قتلته داعش

على إنستاجرام، نبيل رجب يشيد بالصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي قتلته داعش

الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي قتلته داعش الليلة هو من الصحفيين والباحثين الذين زاروا البحرين عدة مرات وكتب عدة مقالات وبحوث تدعم نضال شعب البحرين ولذلك التقيته عدة مرات – ان هذه القسوة التي تبديدها هذه الحركات الاسلامية المتطرفة قد أضرت بالإسلام والمسلمين اكثر من الأضرار التي خلفها أعداء الاسلام – كل تعاطفي وتعازيي لأسرة هذا الصحفي المقتول على أيدي أعداء الانسانية

 كما انتقد رجب تقاعس القوى السياسية في منطقة الخليج لقمع تنظيم داعش مغردًا  إلى ٢٤٠٠٠٠ متابع له:

مفتي #السعودية يعتبر داعش والقاعدة الخطر الأول على الإسلام لكن هناك سياسيون في #البحرين والخليج يعتبرون احتلال داعش للموصل ثورة شعبية

— Nabeel Rajab (@NABEELRAJAB) August 20, 2014

ألقي القبض عليه بعد أن غرّد ردًا على رسالة لداعش على يوتيوب تدعو البحرينيين لحمل السلاح:

many #Bahrain men who joined #terrorism & #ISIS came from security institutions and those institutions were the first ideological incubator

— Nabeel Rajab (@NABEELRAJAB) September 28, 2014

إن كثير من البحرينيين الذين انضموا لجماعة داعش الإرهابية قدموا من المؤسسات الأمنية، تلك المؤسسات التي تعتبر الحاضن الأيديولوجي الأول.

اعتبرت السلطات البحرينية هذه الرسالة كهجوم على المؤسسات الوطنية وقررت إبقاءه قيد الحجز حتى اقتياده إلى المحكمة في يوم ١٩ أكتوبر / تشرين الأول بتهمة “إزدراء المؤسسة الرسمية” ما أثار نقاشًا حول نفاق الحكومة في حربها ضد تنظيم داعش. النائب السابق على الأشعري غرد قائلًا:

الجهة الرسمية في #البحرين التي لا تحرك ساكنا عندما يقوم موظف كبير فيها بالتغريد بتكفير مالا يقل عن نصف شعب البحرين فهي حاضنة للفكر الداعشي

— Ali Rashed AlAsheeri (@AliAsheeri) October 3, 2014

الصحفي عادل مرزوق سأل ٣٥٩٠٠ متابع له على تويتر:

بعيدا عن مسؤولية تمويل #داعش المادي والعسكري .. في الأساس كيف يمكن للتحالف الدولي ان يتعامل مع تمويلها الديني/الثقافي؟! #البحرين #العراق

— Adel Marzooq (@adelmarzooq) October 6, 2014

هدمت السلطات البحرينية نحو ٤٠ مسجدًا للشيعة في جميع أنحاء البلاد كجزء من حملتها على الاحتجاجات ضد النظام السني. داعش تقوم بالأمر عينه من تهديم المساجد التاريخية والأضرحة، وأماكن العبادة في جميع أنحاء سوريا والعراق. قدم الناشط عبدالله الماحوزي مقارنة بين الفعلين، متسئلًا إذا ما كنا نشهد نفس الظاهرة في جوهرها:

أليس تهديم المساجد في #البحرين من قبل مؤسسة الجيش والشرطة هي ذاتها أفعال #داعش وعليه فالعقيدة الأمنية داعشية pic.twitter.com/jjFRpEa1x1

— Abdulelah Al-Mahoozi (@AbdAlmahoozi) October 5, 2014

في الوقت عينه، أصدر الداعية البحريني تركي البنعلي الذي تعهد بالولاء لتنظيم داعش بيانًا جديدًا موضحًا فيه الأسباب الواجبة على كل مسلم في تقديم الولاء لخلافة أبو بكر البغدادي. 

هذا ولم تنشر وزارة الداخلية التي دأبت على نشر صور المعارضين السياسيين والتهم الموجهة إليهم قبل ذهابهم إلى المحكمة، لم تنشر حتى الآن أي شيء عن هوية الرجال البحرينيين الثلاثة بأسمائهم الحركية، والذين ظهروا في شريط بث على يوتيوب داعين البحرينيين للإنضمام إلى داعش، ولم تعلن الحكومة حتى عن أي تحقيقات بهذا الصدد.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.