العالم الإسباني يحتفي بالأعمال الفكاهية لفرقة “صانعو الوتريات” في ذكرى رحيل دانييل رافينوفيتش

صانعو الوتريات في عرض لوثيرابيا - بلباو - 1/3/2014

صانعو الوتريات في عرض لوثيرابيا – بلباو – 1/3/2014 نُشرت الصورة على حساب دينا فلاوز في موقع فليكر تحت رخصة المشاع الإبداعي  النسبة 2.0.

يرى المتخصصون أن ما من شيء يميّزنا ثقافيًا أكثر من الطريقة التي نسخر بها. إن فهمت الطريقة التي يسخر بها أحد الشعوب؛ فهمت ثقافته. تبعًا لهذا المنطق، فإنّ الفريق الأرجنتيني الهزليّ “صانعو الوتريات” هو الدليل على وجود ثقافة مشتركة تجمع شعوب أمريكا اللاتينية الناطقين بالإسبانية.

في الحادي والعشرين من آب/أغسطس 2015، وعبر أنحاء أمريكا اللاتينيّة والجزيرة الإيبريّة، عمّ الحزن على وفاة دانييل رافينوفيتش، أحد الأعضاء المؤسّسين لفرقة “صانعو الوتريات”، إثر أزمة قلبية كان يعاني منها منذ فترة عن عمر يناهز الواحدة والسبعين.

ربما كان أحد العوامل التي جعلت شعبيّة هذا الفريق السّاخر عابرة لحدود الأطلسي هو استخدامهم للإسبانيّة كمصدر للفكاهة، بعيدًا عن الفجاجة والتهكّم والإيحاء الجنسي والنكات المفعمة بالحياة؛ والتي هي سمات أغلب الفنانين الهزليّين المتحدثين بالإسبانيّة. ابتكرت الفرقة مشاهدها الكوميدية من خلال اللعب بالكلمات والموسيقى، معتمدين مواضيع شديدة التنوع والاختلاف كالتحليل النفسي، والرياضيات، ونظريّة المعرفة في تركيبة استحقّت نجاحًا دام لأكثر من أربعة عقود.

في هذا المقطع مونولوج لن يُنسى لرافينوفيتش حيث تنتزع لعبة الكلمات أكثر من ضحكة هستيريّة من الجمهور المتحدث بالإسبانيّة:

كما هو واضح من الاسم، تصنع فرقة “صانعو الوتريات” آلاتهم الخاصّة، والتي هي بحقّ ثمرة خيال وجهد فنّي، مثال على ذلك آلة الداكتيلوفونو التي تعتمد أسلوب الآلة الكاتبة لإخراج الموسيقى:

فكاهتهم يمكنها بلا شك أن تعبر الحدود؛ فنِكات وضحكات عروضهم لا تعتمد فقط على الكلمات وإنّما على الموسيقى كذلك، وأحيانًا حتى على الرياضيات. الكثير من محبّي الفريق أخذوا على عاتقهم إتاحة مشاهد مشهورة من عروض الفريق مترجمة إلى الإنجليزية ليستمتع بها الجمهور العالميّ، محطّمين بذلك المبدأ القديم “النكات لا تُتَرجم”.

مونيكا ماريستاين من مجلّة Sin Embargo جمعت أحبّ لحظات رافينوفيتش إلى قلبها وحكت جزءًا رائعًا من قصّته:

Era el más especial en un grupo formado por tipos súper especiales y su muerte fue la de un ser cercano, la de un pariente al que sabíamos enfermo y al que, sin embargo, no estábamos muy dispuestos a dejarlo ir […] Recordémoslo. Y volvamos a reír. También a llorar, por esta enorme pérdida.

كان الأكثر تميّزًا ضمن فريقٍ من الرجال الرائعين، وموته كان موتًا لعزيز، لأبّ شهدناه مريضًا لكننا أبدًا لم نكن مستعدين لتركه يرحل […] فلنتذكّره، ونعاود الضحك، ونعاود البكاء أيضًا على هذه الخسارة الفادحة.

عبّرت أيضًا شخصيات الثقافة والفنّ من رسامي الكاريكاتير والفنانين الهزليّين لينييرس، مونت، سوتو عن تقديرهم لرافينوفيتش عبر تويتر ويوتيوب:

استيقظتُ لينكسرَ قلبي. شكرًا دانييل رافينوفيتش.

 

ما كنت لأستطيع البكاء على دانييل رافينوفيتش. أبكاني بما يكفي من الضحك كثيرًا من المرّات.

تواصل الفرقة نشاطها بعرض أضحوكات قديمة لأن دانييل رافينوفيتش – كما صرّح أعضاء الفريق – كان ليرغب في أن نواصل إضحاك الناس.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.