سوريا: نقد بانكسي السياسي الصريح

فيديو بانكسي الذي ينتقد الحرب الأهلية في سوريا، والمعنون ب (هجوم صاروخي للمتمردين)، ترك السوريين والمراقبين للصراع مشوشين وخائبي الأمل.

الفيديو، الذي تم إطلاقه في 6 أكتوبر/ تشرين الأول، تم منذ ذلك الوقت عرضه من قبل أكثر من خمسة ملايين مستخدم على يوتيوب مع أكثر من 25,000 إعجاب وتقريباً 5,000 عدم إعجاب. لترقية الفيديو، قام فنان الجرافيتي البريطاني المجهول بنشر فلم قصير على إنستجرام مع الملاحظات التالية: 

I'm not posting any pictures today. Not after this shocking footage has emerged. Go to banksy.co.uk for the full video

لن أقوم بنشر أية صور اليوم، ليس بعد ظهور هذه اللقطات الصادمة، لمشاهدة الفيديو كامل زوروا موقع banksy.co.uk

الفلم المصور تلقى أكثر من 3,000 إعجاب وحوالي ال300 تعليق تملؤها مشاعر مختلطة.

فيما يبدو وكأنه لقطات هاوية للمتمردين، تبدأ محادثة بين اثننين من المتمردين يصوبان بواسطة مضاد طيران محمول على الكتف على هدف في السماء، التسجيل الصوتي الفعلي مأخوذ من فيديو لمطار منغ في حلب التي مزقتها الحرب في سوريا، الفيديو نشر في تاريخ 23 شباط / فيبراير، كما أشار نادر. يصرخ صوت في الخلفية، (ارجع، ارجع، ارجع)، بينما يوثق آخر اللقطات قائلاً، (الله أكبر؛ المجلس العسكري كتيبة الدفاع الجوي في حلب.) بعد لحظات من إطلاق النار، يسقط من السماء فيل ديزني ديمبو Dumbo، وهو مملوء بالضرب والكدمات. المتمرد المقنع الذي يرتدي الزي الهندي/ الباكستاني يقوم بالرقص فوق وحول الشخصية الكرتونية المسكينة في جو احتفالي. يدخل المشهد طفل يرتدي ثياب مماثلة لثياب الرجل البالغ، ينظر إلى دمبو Dumbo ويرفس المقنع الذي يحمل مضاد الطيران. خلال الفيديو، يسمع المتمردون وهم يصرخون بكلمة التكبير سيئة السمعة، والتي عادة مايرددها الإسلاميون خلال الاحتجاجات، في نفس الوقت الذي تستخدم فيه من قبل الإسلاميين المعتدليين على أنها تسميح باسم الله.

بينما يترك الفيديو الكثيرين وهم يتعجبون حول معنى كلمة (الله أكبر)، فإنه أيضاً يتفق مع التحليل الناقد أفكار بانكسي اليسارية. وقد كتب الكاتب في واشنطن بوست ماكس فيشر حول العمل السياسي الساخر:  

Unlike his West Bank work, it's not really dealing with the conflict or its larger issues, even from a one-sided ideological perspective. It's not getting to the core issues, but rather sticks on one of the few aspects that European and Arab leftist movements feel comfortable addressing, and ignores all the rest. That doesn'tmean the video is bad or wrong as a piece of political art, of course

(خلافاً لعمله في الضفة الغربية، فإن هذا العمل لا يتعامل مع الصراع أو القضايا الكبرى، حتى من منظور أيدولوجي أحادي الجانب. إنه لا ينفذ إلى عمق القضايا الجوهرية، ولكنها على الأكثر تضرب على واحد من المفاهيم القليلة التي تشعر حركات اليساريين الأوربيين والعرب بالراحة للتعامل معها، وتتجاهل كل مابقي. هذا لا يعني أن الفيديو سيء أو خاطئ كقطعة من الفن السياسي، بالطبع)

بشكل مشابه، فإن المدون السوري دارثنادر (Darthnader) ينظر إلى العمل من خلال عيني إدوارد سعيد، مضيفاً أن كلا الصور والسياق هي هجوم و يطرح سؤالاً:

So what exactly is the message? That the Syrian regime warplanes are analogous to poor flying elephants? That the rebels in Syria are a bunch of ragtag buffoons going around trying to kill even the poorest creatures?

إذاً ماهي الرسالة بالضبط؟ أن الطيران الحربي للنظام السوري هو مشابه  إلى فيل طائر مسكين؟ وأن المتمردين في سوريا عم عبارة عن مجموعة الرعاع المهرجين من الذين يتجولون في الأنحاء يقتلون حتى أضعف الكائنات؟

مستخدم تويتر مايد إن نابلس MadeInNablus يشرح وجهة نظره:

(أشعر بالحيرة تماماً بسبب فيديو بانكسي القصير حول سوريا. بالنسبة لي فيه جو من الاستشراق حول ذلك.. وحشية المتمردين الذين يصرخون الله أكبر إلخ إلخ.ل 

البعض حتى تسائل عن الغرض من الفيديو، واستنتجوا أن بانكسي تناول موضوعاً (لا يفهم كثيراً حوله)، هكذا ناقش الكوميدي اللبناني كارل شارو على بي أر أي. ويقول أيضاً بول ودور بوضوح عن الحرب في السياق أنه كان خالي من أي معنى حقيقي:

Banksy’s latest stunt is just that: a stunt which calls for attention yet speaks of little more than the universal desire to be noticed. It is a shout to be heard made by someone who has nothing to say — not a sharp piece of political commentary.

أحدث حيلة لبانكسي هي فقط مايلي: حيلة تدعو للفت الانتباه يتحدث قليلاً أكثر مما يريد العالم أن تتم ملاحظته. هي لقطة لتسمع قام بها شخص ليس لديه شيء ليقوله- وليست بقطعة حادة من التعلقيات السياسية.

 يرى آخرون أن بانكسي يقف إلى جانب الأسد، وأدانوه للسخرية من حركة معارضة بدأت بجرافيتي عن الحرية. غردت رنا قباني:

بانكسي يقف إلى جانب الأسد #Assad. لقد نسي أن الثورة السورية بدأت بجرافيتي عن الحرية، والتي 4 شبان وأطفال كتبوها وخلعت أظافرهم بسببها.

يسنما رفض آخرون أن يكون الفيديو حيلة، أكد آخرون أنه حاز الانتباه فقط بسبب شهرة بانكسي العالمية التي اكتسبها على مر السنين. بكل الأحوال، فإن الكثيرين، وخاصة السوريين، لم يهتموا به، كمستخدم لتويتر Donatella أشار:

(فيديو بانكسي: كل أصدقائي (الغير سوريين) أحبو الفيديو، أما السوريين لم يروه ولم يهتموا برؤيته حتى .

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.