قرغيزستان: خطر الأسلمة؟

مواطني قرغيزستان, بلد يعتبر إسلامياً بالاسم, لها تاريخ مثير للاهتمام مع الإسلام: بينما في الواقع القرغيز البدو لم يدخلوا في هذا الدين قبل القرن الثامن عشر, القرغيز الأوزبكيين من وادي فيرغانا يمارسون شكل أكثر تقليدية من الإسلام. خلال الحقبة السوفياتية, تم دفع الدين إلى هامش المجتمع, لكن الإسلام شهد إعادة إحياء له منذ استقلال قرغيزستان في عام 1991, معظمه في الأجزاء الجنوبية الريفية من البلاد.

الحجاج متجهين إلى مكة المكرمة من أوش في جنوب قرغيزستان. الصورة من مستخدم فلبكر teokaye.

الأسبوع الماضي كان المدونون القرغيز قلقين حول تهديد الأسلمة في بلدهم. النقاش جاء نتيجة قرار من لجنة مشتركة بين الادارات للسماح للنساء المسلمات بارتداء الحجاب من أجل صور جوازات السفر.

القرار جاء بناء على الادعاء أن الإسلام يحرم على المرأة أن تكشف عن شعرها وأذنيها في حضرة ذكور غرباء. “إننا نشعر بعدم الارتياح عندما نمر من خلال المراكز الحدودية, موظفي المطار يطالبوننا بأن ننزع الحجاب بدلاً من توفير غرف خاصة وموظفين نساء للتعامل معنا”, قال ممثلي الاسلاميين.

بيد أن معظم المدونين القرغيز قلقون من هذا القرار وتداعياته.

إيلينا سكوشيلو (morrire على Live Journal), واحدة من المدونات القرغيز الأكثر شعبية, نقلت الأنباء, وقالت:

ابنة فرونتبيك تبدو عنيدة جداً, وقد حققت مرادها…

“ابنة فرونتبيك” تشير إلى جمال فرونتبيك كيزي, التي هي رئيسة الاتحاد العام التقدمي للمرأة “متكلم”. هذه المنظمة الاسلامية قد أصبحت أحد المبادرين في “عملية الحجاب” وتضم أكثر من 40000 مناصر.

ميرسولزهان, من مدونة أوراسيا الجديدة, يضيف:

هذا النوع من المنظمات بما فيها التنويعات الأخرى مثل “جانغيريك” وهي حركة شبابية, هي ممولة من العالم العربي.

ألان كوباتييف, وهو مدون وإعلاني معروف من قرفيزستان (alan-kubatiev على Live Journal), يشارك ميرسولزهان الرأي حول مصادر تمويل المجتمع الاسلامي.

فرونتبيك كيزي ربحت معركة طويلة ومرهقة. لم يكن أحد يدعمها إلا أقرب مساعديها والمجتمع الاسلامي, لكن الأخير كان يدعمها بأجزاء طبيرة من المال…

ميرسولزهان لاحظ أيضاً أن جمال فرونتبيك كيزي ومنظمتها قد أصبحت ناشطة جداً في الأونة الأخيرة. كانوا أيضاً ضد الاحتفال بعيد الحب في قرغيوستان, كما يقول:

… جمال فرونتبيك كيزي قالت أن بعض النساء المسلمات ضد الاحتفال بعيد الحب في بشكيك: -“أنا لا أؤيد عيد الحب لأن الفتيات ذوات 13-14 عاماً يذهبون إلى الحفلات بدلاً من تنشئة الأولاد…”

“متكلم” كانت تدعم أيضاً أفكار بعض السياسيين للسماح بتعدد الزوجات في قرغيزستان. قرغيزستان حرة (free_kygyzstan على Live Journal) يعلق على ذلك:

من المثير للاهتمام أنهم إذا كانوا جديين حقاً في هذا, ينبغي لهم أن يطالبوا بمنع الرجال من مواعدة النساء والتوقف عن أخذ الصور, فالقرآن يحرم الصور. لاأريد أن أعيش في القرن التاسع عشر…

ألان كوباتييف, يعتقد أن الأسلمة في قرغيزستان هي خطر حقيقي:

الأسلمة في قرغيزستان تأخذ شكلاً أكثر قوة وصرامة. معظم المتدينين جهلة, تم تعليمهم الإسلام من المنابر والملل الأميين, هم عنيفين وهامشيين.

ألان كوباتييف, أضاف أن الفقراء غالباً ما بلجؤون إلى المؤسسات الإسلامية للحصول على دعم مادي من مجتمعهم.

الدولة قد شطبت هذا الجزء من السكان, نتائج هذا الإهمال ستكون هائلة بعد سبع أوثماني سنوات.

معلق مجهول على مدونة إيلينا سكوشيلو, رد قائلاً:

هذا ليس “اظهار بريء لدبن الشخص”. هذه خطوة أولى نحو أسلمة شاملة. إذا استمر هذا بقريباً جداً سوف نجبر على ارتداء غطاء الرأس وقبول الإسلام. شعارهم هو “إن لم تكن معنا فأنت ضدنا”… فالسماح بارتداء الحجاب على صور جوازات السفر قد يكون بداية النهاية.

إديل بايسالوف, وهو سياسي قرغيزي (baisalov على Live Journal) يقول أن كل امرأة لديها حرية الاختيار – ارتداء حجاب أو تنورة قصيرة.

وقت استعباد الجنس “الضعيف” قد انتهى. النساء القرغيز لهم حريتهم. رفض اعطاءهم حقوق متساوية مع الرجل هو بربرية. العالم العربي هو وراءنا لأن هناك, 50 بالمئة من النساء هم أميات. الدولة لا يمكن “أن تطير بجناح واحد”. هناك بعض الناس في قرغيزستان يريدون أن ينزعوا أحد هذه الأجنحة من بلدهم.

مدونون آخرون في قرغيزستان يدعمون فكرة السماح للحجاب في صور جوازات السفر. المدون Almurad من أوش (عاصمة قرغيزستان الجنوبية, المنطقة الأكثر تديناً), يعلق على تدوينة ميرسولزهان في أوراسيا الجديدة.

لماذا من “الطبيعي” أن ترتدي الفتاة تنورة قصيرة؟ وماذا إذا أرادت أن ترتدي الحجاب؟ إنها مجرد حرية شخصية, كما هو الأمر مع التنورة القصيرة!

أتامان راكين, أحد المعلقين الأكثر نشاطاً على أوراسيا الجديدة, لا يعتقد أن أسلمة البلد هي تهديد.

…لماذا هي تهديد؟ إذا كان الإسلام يعطي الناس هوية, كرامة ودفاع اجتماعي ضد المخدرات, الإدمان الكحولي و الإباحية – لماذا هذا سيء؟

ميرسولزهان من أوراسيا الجديدة, يرد:

لا أود أن أرى بلدي تحت نظام قمعي ولا نظام إسلاموي. أنا أعتقد جازماً أن الخيار الأكثر رشداً يمكن أن نتخذه في هذا الجانب هو الديمقراطية الأوروبية, بقيمها الليبيرالية. حتى الإسلام لا يمكن أن يحمي البشرية من المخدرات, الادمان الكحولي والإباحية. لأنك بمكن أن ترى هذه الأشياء حتي في إيران أو الإمارات العربية المتحدة, إلخ. لماذا نحتاج لسرقة حرية الشخص؟ الناس بدون حرية يمكن أن يفعلوا أشياء أسوأ, أسوأ بمئات المرات…

1 تعليق

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.