مشكلة الهجرة الغير الشرعية إلى أوروبا مع غلق 363 نعش

Coffins containing the remains of the drowned before their burial in various Italian cemeteries. Photo published on Twitter by Aleem Maqbool

نعوش تحوي بقايا الغرقى في لامبيدوسا قبل دفنهم في عدة مقابر إيطالية، تم نشر الصورة على تويتر من قبل عليم مقبول

احتراق وغرق قارب محمّل بحوالي 500 مهاجر معظمهم من النساء والأطفال عند شاطئ لامبيدوسا في 3 أكتوبر / تشرين الأول مخلفاً وراءه 363 غريقاً على الأقل.

لامبيدوسا جزيرة إيطالية صغيرة واقعة بين صقليا وشمال أفريقيا، تبعد عن تونس حوالي 100 كم أو أكثر قليلاً. وتعتبر هذه الجزيرة لقرب موقعها من الشاطئ الإفريقي واحدة من نقاط العبور التي يدخل من خلالها اللاجئون والمهاجريون غير الشرعيين إلى دول الإتحاد الأوروبي. وقد وقع مواطنون من جنسيات سودانية وصومالية واريترية وسورية بين يدي مافيا الإتجار بالبشر، والتي تعمل على نقل المهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية على متن قوارب صيد قديمة.

تتزايد هذه الرحلات الخطيرة على متن القوارب القديمة، التي تأن تحت وطأة حمولتها في نهاية فصل الصيف، توقياً لفترة الإنقطاع الشتوية، والتي تتوقف خلالها عمليات العبور نتيجة حالة الطقس الرديئة التي لا تساعد على الإبحار.

العديد من الناجين من هذا الحطام أنقذوهم صيادو الأسماك المتواجدين في المنطقة، علماً بأن العديد من شهود العيان صرحوا بأن ثلاثة قوارب على الأقل أبحروا مارين بالقرب من مكان الحادث المأساوي دون التوقف لمساعدة الضحايا.

وقد عُزي هذا التصرف إلى خوف صيادي الأسماك من مخالفة قانون بوسي-فيني الصارم تجاه الهجرة غير الشرعية، وقد أُصدر هذا القانون، الذي لقي دعماً من اليمين المتشدد، في عام 2002 خلال فترة حكومة بيرلسكوني، ونصَ على إدانة المهاجرين غير النظاميين وكل من يقدم لهم أي نوع من المساعدة.

حسب مدونة blog Kaos en la Red:

The other horror of the Bossi-Fini law lies in the conviction on the basis of collusion with the crime of clandestinity of those persons who assist a presumed clandestine migrant to set foot on “Italian soil.” In this way, those fishermen in Lampedusa who assist a person who is drowning can see their boat, their working material, confiscated and may be sentenced to prison. This goes completely against both the United Nations Convention on Refugees and international maritime law. Thus, Giorgio Bisagna, expert in immigration law and a lawyer in Palermo, states: “In the case of the Lampedusa shipwreck, the crime could have been committed by those who did not intervene to assist the refugees who were in the sea”.

إن مصدر الرعب الآخر من هذا القانون هو الإدانة بالتواطؤ لارتكاب جريمة الهجرة الغير شرعية التي توجه الى أولئك الذين يقومون بمساعدة المهاجرين غير الشرعيين على وطأ الأراضي الإيطالية. وبهذه الحالة، فإن صيادي لامبيدوسا الذين أنقذوا شخصاً يغرق ستتم مصادرة قواربهم وأدوات عملهم كما قد يواجهون حكماً بالسجن. وهذا يتنافى تماماً مع قانون الأمم المتحدة للاجئين وقانون البحرية الدولي. وقد صرح بذلك جورجيو بيساجنا، الخبير في قانون الهجرة ومحامي في باليرمو “كان بالإمكان، في حالة غرق القارب في لامبيدوسا، أن يكون مرتبكي الجريمة أولئك الذين لم يساعدوا اللاجئين العالقين في البحر”.

خريطة طرق الهجرة الإفريقية الى أوروبا - من ويكيميديا

خريطة طرق الهجرة الإفريقية الى أوروبا – من ويكيميديا

وضع إسبانيا

تعتبر إسبانيا بالنسبة للمهاجرين الأفارقة نقطة عبور أخرى إلى أوروبا. إن مضيق جبل طارق الذي يقدر إتساعه ب 14كم هو من أكثر الطرق المفضلة لدى المافيا لنقل المهاجرين بالزوارق والقوارب الصغيرة والطوافات القابلة للنفخ التي تكون عادةً ضعيفة جداً لاجتياز هذه المياه الخطيرة. إن غرق القوارب أمرٌ شائع ومهمة إنقاذ المهاجرين غالباً ما تكون على عاتق صيادي الأسماك وخفر السواحل المتواجدين في المنطقة.

ولكن هذا الواقع قد يتغير في القريب العاجل حسب التقرير المنشور على موقع القوة الرابعة cuartopoder.es

According to the reform of the Penal Code which the Justice minister, Alberto Ruiz Gallardón, is planning, those who facilitate the entry of undocumented migrants, and shelter, assist or lodge them, will commit a punishable crime and will be able to be punished with two years of prison. Some collectives assisting migrants mobilised in April and have collected more than 100,000 signatures with the “let's save hospitality” campaign [es].

حسب الإصلاح في قانون العقوبات الذي يخطط له وزير العدل ألبيرتو رويث جادياردون، فإن أولئك الذين يسهلون دخول المهاجرين غير النظاميين ويأووهم ويؤمنون إقامتهم أو يساعدوهم على ذلك، يكونوا بذلك قد ارتكبوا جريمة يعاقب عليها القانون قد تصل إلى الحكم بالسجن لمدة عامين. وقد حُشدت بعض المنظمات المساعدة للمهاجرين في أبريل- نيسان وعملت على جمع أكثر من 000 100 توقيع ضمن حملة “لنحافظ على الضيافة”.

ضعف إرادة السلطات الأوروبية

تعتبر جزر الكناري ومقاطعتي ثيوتا وميليلا الإسبانيتين الواقعتين على الساحل الشمالي لأفريقيا معبرين مهمين للدخول إلى إسبانيا إلى جانب معبرجبل طارق.

وتترك سياسة الإتحاد الأوروبي مهمة إنقاذ المهاجرين غير النظاميين على عاتق الدول الأعضاء، فكلُ دولة مسؤولة عن الحوادث التي تقع داخل حدودها البحرية، ولا تُخصص أية مساعدات مالية للدول الأكثر تضرراً من هذا الموضوع. فدول البحر المتوسط وعلى الرغم من معاناتها الشديدة من الأزمة الإقتصادية ،مقارنةً بباقي الدول الواقعة في الشمال، لم تحصل على أية رد فيما يخص طلبها المتكرر لأعوام للحصول على المساعدة من أوروبا.

إن مناهضة أحزاب اليمين المتشدد وإعلانه عن أيديولوجيته الكارهة للأجانب التي تدعم القلعة الأوروبية في مواجهة الهجرة غير الشرعية، قد أجبرت الحكومات الأوروبية على تبني موقف صعب في محاولة التصدي للخطاب المعلن لليمين المتشدد.

في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول، اجتمع 28 وزيراً للداخلية في لكسمبورغ بنيَة إيجاد حلٍ لمشكلة إنقاذ المهاجرين على الشواطئ الأوروبية للبحرالمتوسط. ومرةً أخرى، كان الاجتماع كارثي كما وصفته جريدة إل باييس El País

All of the condemnation and shame expressed by European politicians following the Lampedusa tragedy [es] has been, for the moment, no more than a mere declaration of intentions. The European Union demonstrated yesterday that it is incapable of settling upon a project to rescue immigrants who are shipwrecked on the Mediterranean coast. The European Commission transferred its proposal to member States, but none was able to offer a concrete timeframe or economic resources to try to alleviate the suffering of those who set out to sea to reach Europe.

كل عبارات الاستنكار والخزي التي عبر عنها السياسيين الأوروبيين إثر حادث لامبيدوسا المأساوي لم تكن سوى إعلان عن نوايا. وقد أظهر الإتحاد الأوروبي البارحة عجزه عن الوصول إلى مشروع إنقاذ للمهاجرين الغارقين على سواحل المتوسط. وقد قدمت المفوضية الأوروبية للدول الأعضاء عرضاً هدفه التخفيف من معاناة أولئك الذين عبروا البحر للوصول إلى أوروبا، ولكن أياً من هذه الدول لم تكن قادرة على تقديم أية إلتزامات على الصعيد الزمني أو المادي.

يلخص ناتشو توري بلانكا الموضوع على تويتر كالتالي:

إن لامبيدوسا ليست بحادثة مأساوية، وإنما هي نتيجة لسلسلة من قرارات سياسية مدروسة http://t.co/YJGRe13257

Tombs of unidentified immigrants in Tarifa's cemetery (Spain). Screen capture from a video by canalsuresposible on YouTube

أضرحة لمهاجرين مجهولي الهوية في مقبرة تاريفا في إسبانيا صورة من فيلم فيديو مصور من قبل
canalsuresposible على يوتيوب

ويقول مانويل ثاجيريه على موقع (مقتطفات من الواقع) الإسباني Rebanadas de realidad:

Pope Francisco, whose declarations, decisions, stances and life's testimony deserve more and more of my interest, visited the island of Lampedusa in July. We were thus able to learn that the island has just 5000 inhabitants and that the number of immigrants who have died on the shores of its “mare nostrum” in the last 15 or 20 years is almost double this figure. We also discovered the solidarity of the island's inhabitants and the fighting spirit of its local authorities, with the Mayoress at the helm, condemning the lack of support and interest in the face of the overflow and tragedy of the immigrants.

إن البابا فرانسيسكو -الذي تنال تصريحاته وقراراته ومواقفه وشهادته للحياة المزيد من اهتمامي- كان قد زار جزيرة لامبيدوسا في يوليو- تموز. ومن خلال زيارته فقط علمنا أن عدد سكان الجزيرة يبلغ فقط 5000 نسمة وبأن عدد المهاجرين الذين قضوا على شواطئها “مير نوسترم” في 15 أو ال 20 سنة الفائتة يقدر بضعف عدد سكانها، وقد لمسنا تضامناً بين السكان وروحاً قتالية لدى السلطات المحلية بقيادة السيدة محافظ الجزيرة في شجب واستنكار قلة الدعم والاهتمام فيما يتعلق بفيض المهاجرين وحوادثهم المأساوية.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.