الاحتفال بالكاتب الزمبابوي الذي كان “ضد كل شيء”

دامبوزو ماريشيرا

صورة دامبوزو ماريشيرا وقصيدته”دودة كرسي البار الصالحة للأكل” ، صورة نشرت على صفحته في فيسبوك

تحتفل صفحةدامبوزو ماريشيرا” على فيسبوك بحياة واحٍد من أكثر الأدباء المتميزين في أفريقيا، دامبوزو ماريشيرا كاتب وشاعر من زمبابوي توفي عام 1987 عن خمسة وثلاثين عامًا بعد أن خاض حياة وصفها بأنها “محاولة لجعل نفسي هيكلًا عظميًا في خزانتي”.

ماريشيرا والذي وصفت طريقته بالكتابة بحسب سيرته الذاتية الرسمية بأنها “صدمة أدبية علاجية” ارتاد مدرسة أوغستين الثانوية في زمبابوي وجامعة زمبابوي ونيوكولج في أوكسفورد، وطرد منهن جميعاً.

عندما طرد من “نيوكولج” كتب إلى صديقته السابقة:

I think by now you have heard what happened when those hypocrites in administration chased me from their white university giving me an option between being sectioned or expelled. I chose the latter, a decision which shocked them out of their warped wits

أعتقد أنك الآن سمعت بما حدث عندما طردني هؤلاء المنافقون من جامعتهم البيضاء وأعطوني خيارين إمّا الانقطاع للعلاج أو الطرد، فاخترت الخيار الأخير، قرار صدمهم في دهائهم المشوه.

ماريشيرا كتب “بيت الجوع”، “أشعة الشمس السوداء”، “الدخيل الأسود”، “انفجار العقل”، “مقبرة العقل”، كتابه الأول حاز جائزة الكتاب الأول في الجارديان عام 1979.

 

الكاتب الأفريقي المشهور “هيلون هابيلا” يصف افتتاحية “بيت الجوع” بأنها أروع افتتاحية في الخيال الأفريقي:

I got my things and left.

This, the opening line to Dambudzo Marechera’s The House of Hunger, apart from being the coolest opening line in African fiction, is a fair summary of the writer’s life. He was always getting his things and leaving; not that he had many things to get—in his last years, homeless and reduced to sleeping on park benches in Harare, Zimbabwe, all he had were his typewriter and a few books.

“حصلت على أشيائي وغادرت”

هذه الافتتاحية التي كتبها “دامبوزو ماريتشرا” في “بيت الجوع” بعيداً عن كونها أروع افتتاحية في الخيال الأفريقي، هي ملخص عادل لحياة الكاتب. كان دائما يأخذ أشياءه ويرحل، ولا يعني ذلك أنه كان لديه الكثير من الأشياء ليحصل عليها، كان في سنيه الأخيرة بلا مأواً ينام على مقاعد الحديقة في هاراري في زمبابوي، كل ما كان لديه هو طابعته وبعض الكتب.

نشر مشرفو صفحته على فيسبوك ومعجبو الكاتب بعض السطورة الخالدة من كتب ماريشيرا ومقابلاته، وناقشوا تعقيد أفكاره وأسلوبه في الكتابة.

في موضوع الله والخلق، قال ماريشيرا:

There's an artist who specialises in portraits. Know what he did to portray the character of his clients? He studies their boots. If he was here right now he'd study your boots to find out everything about you. Like the others study palms, and the others study the shape of your skull. Phrenologists. Others read the tea leaves at the bottom of your cup. And there all those others who study your dreams and the consistency of your shit and the mucus running down your nose and the map of pimples on your face and backside. Life. Like we are all hidden from God and he has to study us like that to discover the nature of the bastards he created. If you create life out of yourself, is that incest? That's what he did, rubbing himself up to ejaculate us into the world.

هنالك فنان تخصص في رسم البورتريه، هل تعلم ما كان يفعل ليرسم شخصيات زبائنه؟ كان يدرس أحذيتهم، لو أنه الآن هنا لدرس حذاءك حتى يعرف كل شيئ عنك، كما يدرس الآخرون شجر النخيل، وآخرون يدرسون شكل جمجمتك. كلهم مشعوذون. آخرون يقرأون أوراق الشاي في قعر فنجانك، وهنالك آخرون أيضًا يدرسون أحلامك واتساق عملية الإخراج، والمخاط الذي يجري من أنفك، وخريطة البثور على وجهك ومؤخرتك. الحياة. كما لو أننا جميعًا مختبئون من الله، وعليه أن يدرسنا بهذا الشكل ليكتشف طبيعة الأوغاد الذين خلقهم. إذا خلقت حياةً من نفسك، فهل يعد هذا سفاح القربى؟ هذا ما فعله، داعب نفسه ليقذفنا الى العالم.

أنا ضد كل شيئ، أعلنها ماريشيرا في إحدى أشهر قصائده دودة كرسي البار الصالحة للأكل

I’m against everything
Against war and those against
War. Against whatever diminishes
Th’ individual’s blind impulse.

أنا ضد كل شئ
ضد الحرب وضد أولئك الذين هم ضد الحرب
ضد أي شئ يعارض الاندفاع الأعمى للفرد.

ماريشيرا بخط يده، صورة منشورة على صفحته في الفيس بوك

ماريشيرا بخط يده، صورة منشورة على صفحته في الفيس بوك

“While I was writing Black Sunlight I was reading books on intellectual anarchism to reinforce my own sense of protest against everything; I was reading Bakunin and Kropotkin. Intellectual anarchism is full of contradictions in the sense that it can never achieve its goals. If it achieves any goal at all, then it is no longer anarchism.

عندما كنت أكتب “أشعة الشمس السوداء” كنت أقرأ كتبًا عن الفوضوية الفكرية لتعزيز إحساسي بالتظاهر والاحتجاج ضد كل شيئ؛ كنت أقرأ “باكونين” و”كروبوتكين”. إن الفوضوية الفكرية مليئة بالتناقضات، بمعنى أنها لن تستطيع تحصيل أهدافها، وإذا حققت أي هدف، فإنها عندئذ ليست فوضًى.

كلمات دامبودزو موشومة على جسد لوري آمبو

كلمات دامبودزو موشومة على جسد أحد معجبيه في الولايات المتحدة، الصورة من لوري آمبو، منشورة بإذن

نسخة ماريتشرا من أدب الأطفال:

Blah is being dragged kicking and screaming to school, to church, to the dining table, to the nation's flag, to bed without supper. Blah is how big human beings torture little human beings. If you are a little human being you must report them to the United Nations which has fists bigger than your father's. […]

Television really tortures little humans. It makes them think of BMX bicycles and goodies. It makes them little prototypes of the blah adults they will grow into with time. It makes them enjoy watching (on TV) the destruction of things so that they are too tired to destroy the society that is actually a lunatic asylum. A lunatic is someone who knows there is something wrong somewhere but does not know exactly what. An asylum is where they are going to put me when they catch you reading all this I am writing.

“بلاه” كان يُساق بالركلات والصياح الى المدرسة، إلى الكنيسة، إلى طاولة الطعام، إلى علم الأمة، إلى السرير بلا عشاء. “بلاه” هو كيف يعذب الإنسان الكبير إنسانًا آخر صغيراً، إذا كنت إنسانًا صغيرًا يجب أن تخبر عنهم منظمة الأمم المتحدة التي تملك قبضة أكبر من قبضة أبيك.

التلفزيون يعذب الأناس الصغار، إنه يجعلهم يفكرون بدراجة “بي إم اكس” والمقتنيات، إنه يجعلهم تصاميم مصغرة من “البلاه” البالغ الذي سيصبحونه مع الوقت، إنه يجعلهم يستمتعون بمشاهدة تدمير الأشياء (على التلفاز) وبذلك يصبحون متعبين من تدمير المجتمع الذي هو في الحقيقة مصحة عقلية. المجنون هو من يعرف بأن هنالك شيئ خاطئ في مكان ما لكنه لا يعلم ماهيته. المصحة هي المكان الذي سيضعونني فيه عندما يمسكون بك تقرأ ما أكتب.

عن تعبه من ترديد أن الأسود جميل

“No, I don’t hate being black. I’m just tired of saying it’s beautiful.” The House of Hunger

“لا، أنا لا أكره كوني أسودًا، لكنني فقط تعب من قول أن ذلك جميل”. منزل الجوع

عن المسيح والكنيسة

“I closed the huge doors behind me and walked softly towards the altar. I was in the opium of the people. The huge cross dangled from chains fixed to the roof. I stood looking at the crucified Christ. He looked like He needed a stiff drink. He looked as if He had just had a woman from behind. He looked like He had not been to the toilet for twothousand years. He looked like I felt. That was the connection.” Black Sunlight

“أغلقت الأبواب الضخمة خلفي ومشيت برفق باتجاه المذبح، كنت في أفيون الناس، الصليب الضخم تدلى من سلسلة علـقت بالسقف، وقفت أنظر الى المسيح المصلوب، بدا لي أنه بحاجة الى شراب قوي، بدا وكأنه ضاجع امرأة من الخلف لتوه، بدا وكأنه لم يدخل دورة المياه لألفي عام، بدا كما شعرت. تلك كانت الصلة”. أشعة الشمس السوداء

صورة ماريشيرا مع قصيدة مقبرة العقل المنشورة على الفيس بوك

صورة ماريشيرا مع قصيدة مقبرة العقل المنشورة على الفيس بوك

في 24 من سبتمبر عام 2014 ، طالب مشرف الصفحة مشاركة اقتباساتهم المفضلة من ماريشيرا

بيكيزيلا نايوني اختار مقتطف حول العلاقة بين الكاتب الأسود والكتابة

For a black writer the language is very racist; you have to have harrowing fights and hair-rising panga duals with the language before you can make it do all that you want it to do. It is so for feminists. English is very male. Hence feminist writers also adopt the same tactics. This may mean discarding grammar, throwing syntax out, subverting images from within, beating the drum and cymbals of rhythm, developing torture chambers of irony and sarcasm, gas ovens of limitless black resonance.

بالنسبة لكاتب أسود فان اللغة عنصرية جدًا؛ عليك أن تخوض معها حربًا مروعة بشَعرٍ مُنتصب قبل أن تطوعها لتفعل كل ما تريدهُ منها، وهذا ينطبق على الكتاب النسويين، الإنجليزية ذكورية جدًا، ولذلك يتبع الكتاب النسويون ذات التكتيكات، وهذا يشملُ، التخلصَ من القواعد، رمي تركيب الجُمل بعيدًا، تدمير الصور من الداخل، قرع طبول وصنجات الإيقاع ، تطوير غرفة تعذيب قوامها السخرية والتهكم، أفران الغاز من صدىً أسود لامنتٍه.

موسى موزييك اختار ملاحظة ماريشيرا عن رفضه لتصنيف “كاتب إفريقي”

“If you are a writer for a specific race or a specific nation,then f**k you.”

إن كنتَ كاتبًا لعرق معين أو أمة معينة، إذًا تبًا لك.

استوقف ماريشيرا كل شخص وصفه بالكاتب الأفريقي، مجادلاً ومتخذًا موقفًا حازمًا بأن الأدب لا يمكن أن يصنّف على أساس العرق أو اللغة أو البلد.

1 تعليق

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.