فلسطين: “أنا خائفة من البحر”

في رد فعل على الهجوم على قافلة الحرية في 31 مايو / أيار، كتبت كوثر أبو هاني تدوينة شعرية، عن وجهة نظر طفل في الأحداث. التدوينة عنوانها الحلوى لا تغرق. تكتب كوثر في مدونتها، مذكرات الليل:

أنا خائفة جدا من البحر
مرة قتلوا هدى غالية على الشاطئ و مرة أصيب جارنا الصياد برصاصة قطعت ذراعه فأكلتها الأسماك..
أمي
هذه المرة أنا أكثر خوفا و قلقا من البحر
و أصبحت حذرة من الماء
حتى ماء الصنبور أنا خائفة منه
أمس استهدفوا طيارتي الورقية المحلقة في سماء البحر
و في الصباح اغتالوا أسطول الحرية
أعلن المخيم أن المساعدات تأجلت
يا إلهي
كم يصدّق الصغار أبسط المبررات
لكنني لا أصدق أن الحلوى التي على متن الأسطول قد نجت من الغرق, حتى و إن لم تغرق فإنها قد اعتقلت و ربما صودرت إلى أطفال يهود..
لماذا الأطفال اليهود محظوظون أكثر منا؟
أطفال على شاطيء غزة - تصوير عماد بدوان http://emadbadwan.wordpress.com

أطفال على شاطيء غزة – تصوير عماد بدوان http://emadbadwan.wordpress.com

أووه
تلك المستوطنة التي ترتفع برأسها و عيونها إلى مخيمنا.. تبدو أبشع من غول حكاية جدتي, أعتقد أن الحلوى ذهبت إليهم, يا خسارة.. كان مذاقها سيكون حلوا في فمي و سيذيب مرارة الحصار العالقة في حلقي.. كنتُ أنا و أصدقائي نخطط لجمع قطع الحلوى التي تبحر إلينا و نصنع منها بيتا صغيرا لننتقم به من الخيم, أتظنين يا أمي أنهم سيُرجعون الحلوى إلينا؟ المعلمة أخبرتنا أن الأمهات اليهوديات لا يرضين لأطفالهن بأن يأكلوا حلوى ملوثة, استغربتُ من ذلك و قفزت من مقعدي أسأل المعلمة ” و هل الحلوى التي يحملها الأسطول ملوثة”, لم تجبني المعلمة و راحت تكمل شرح درس الاحتمالات..
صديقي قال لنا أن الحلوى حقا ملوثة, لقد تلوّثت بالرصاص و بالغاز المسيل للدموع, ثم سكت قليلا و قال بفرح ” لكن الدم طهرها “, صديقتنا أمل تقيّأت عندما سمعته يقول ذلك, لم تحتمل تخيل مشهد قطع حلوى مبللة بدم الكبار, أما أنا فابتهجت و اطمأننتُ بشأن الحلوى.. حلوى بطعم الدم و البحر و البلاد الحرة.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.