البحرين: الاحتفال بمولد الإمام المهدي

في منتصف شهر شعبان، تقام الاحتفالات في كل أنحاء البحرين للاحتفال بمولد الإمام المهدي. يطلق على هذه المناسبة اسم الناصفة. وهذه المناسبة لا يحفل بها الشيعة فقط، بل يحتفل بها جميع البحرينيين.

يؤمن الشيعة الإثنى عشرية أن الإمام المهدي هو الإمام الثاني عشر والأخير. ويؤمنون أيضاً أنه مختفي أو غائب ويوماً ما سيعود «ليملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا». يكتب رياش عن هذه المناسبة:

تصادف هذه الليلة مولد منقذ البشرية وصاحب العصر والزمان الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وتمر هذه الذكرى ونحن اصبحنا اليوم أحوج من أي وقت مضى لهذه الطلعة البهية بعد ان إنتشر الظلم والجور في انحاء المعمورة فعجل سيدي ومولاي ضهورك لتنشر العدل والقسط في زمن قل فيه العدل

يأتي أصل كلمة الناصفة من النصف، وهي مناسبة مشابهة لمناسبة أخرى في النصف من رمضان تسمى قرقاعون (في الواقع حتى الناصفة بطلق عليها قرقاعون أيضاً). يزور الأطفال البيوت في كل حي مرتدين الزي التقليدي طالبين الحلوى والنقود. يعتقد المدون عليّ أن هناك شيء تغير بمرور السنوات بالرغم من ذلك:

ساعات يقولون ليي ، تتكلم عن قبل كأنك شايب ، كم عمرك اللي تقول جدي !
فعلاً أتكلم عن قبل لأن فعلاً شهدت تغير واضح في عدة أشياء ، أعني تغير ملحوظ بحيث يقارن الوضع اليوم بالوضع قبل 10 سنوات ..
من ملاحظاتي من جولة سريعة في ليلة النصف من شعبان ، أن نسبة كبيرة من الأطفال بصحبة الخادمات بدلاً عن الأمهات أو الأخوات .. الخ حسب ما جرت عليه العادة ..
فيما سبق كانت الليلة فرحة للصغار و فرصة للتواصل بين الكبار ، و مع كل زيارة لأي بيت ، نسمع عبارات الترحيب و السؤال (شخبارش ؟ شخبار أمش ؟ (مع إنشاد الأطفال و عبارات الشكر بعد حصولهم على الحلويات و ما شابه . ما الذي نسمعه الآن ؟
هدرة “بربرة” الخدم بلغتهم ، وويا الجهال اذا عطيتهم شئ قالوا : بـــس هـــذا ؟
نعم البيوت تتفاوت في ما تعطيه و لكن الأساس في فكرة التوزيع هي التبرك و المشاركة في الفرحة و ما شابه ، لكن أرى أن الأطفال حالياً لا يقنعون بأي شئ .. سابقاً كان البعض يتحايل بطريقة (عطيني حقي و حق أخويي و حق ولد اختي و حق و حق… ) الآن لا ! بكل “گساية” عيون يطلبون المزيد.
الرغبة في المزيد سلوك طبيعي بلا شك ، كنا سابقاً نتداول خبر أي بيت يوزع “ربية” ، حيث ان الغالبية توزع “اربعانات أو نص” ، والربية كانت مبلغاً جيداً .. و دلالة على غنى أصحاب البيت المعين !
لكن لم نكن بهذه “الرزالة” أبداً ..

حلوى الناصفة

حلوى الناصفة – تصوير ميثم مبارك

إذا أردت زيارة حي تقليدي في ليلة الناصفة سترى السرادقات والأنوار في كل الأرجاء. وستذاع الموسيقى ويقدم الطعام لعابري السبيل. ولا ينسى ركاب السيارات؛ حيث يقف الرجال والصبيان في الطريق يقدمون الطعام والشراب والألعاب للسيارات العابرة. يظن علي أن هناك شيء غير جيد في ذلك أيضاً:

الأمر الملاحظ الثاني هو نقاط التفتيش و السيطرة ، عفواً التوزيع ..
حيث تقطع الشوارع الى مقاطع فيما بينها يقف شخص أو أكثر لتوزيع المعلبات و الحلويات و بعض الوجبات ..
فكرة طيبة بلا شك ، لكن بطبيعتي أرفض فكرة الموضات و المنافسة ، كون “بيت حجي فلان” يوزعون لازم احنا نوزع ؟ نوع من الهرار ..
قد يتضايق البعض من الازدحام أيضاً لكن سعة الصدر مطلوبة في هذه المناسبات السعيدة .. فلا أحد يود الجلوس في ركن من منزله و العالم تحتفل في الخارج ..

لتقارير المدونين حول عيد الناصفة للعام الماضي يمكنكم الذهاب هنا.

هذه المقالة منشورة في الأصل باللغة الإنجليزية في عام 2008.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.