يدرس العديد من البحرينيين في الجامعات والكليات في الهند، من هؤلاء المدون مجتبى المؤمن. كتب المدون عن احساسه بالشوق إلى البحرين عندما يذهب إلى الهند – ورغبته في الذهاب إلى الهند بعد وجوده فترة طويلة في البحرين.
يصف مجتبى كيف يقضي الوقت عندما يعود للبحرين:
تسارعت الأيام بشكل دراماتيكي ، أول شهر لي في البحرين انقضى وكأنه ليس من العمر ، إلتقيت فيه معظم الأصدقاء القدامي والجدد ، إلا أن الشهر الثاني بدأ يمر بطيئاً ، ولم أنتهي من الشهر الثاني إلا وكان الثالث أشد بطئاً وأكثر قسوة من جهة بعض المشاكل التي لا يسلم منها أي إنسان على وجه هذه البسيطة .
ها قد شارف الشهر الثالث على الإنقضاء ، بل انقضى ، كنت أتمنى أن أتأخر قليلاً ، إلا أني سئمت الجلوس في الوطن ، سئمت الحياة في البحرين ، كنت أتشوق للحظة دخولي مطار البحرين الدولي ، وها أنا أعيش السأم والمزاجية المفرطة ، والعصبية التي فارقتني أشهر طويلة في الهند.
ويشرح بعدها كيف كان يفكر في البحرين كثيراً في مطلع السنة – وكيف تأقلم على وجوده بالهند:
أتذكر تلك الأيام المقلقة التي مرت علي في الهند ، إذ أحداث ديسمبر الأليمة والكئيبة ، وكيف كنت كالمجنون لا أستطيع النوم ثلاث ساعات متواصلة ، إلا وعدت للشبكة لأرى آخر التطورات الميدانية .
حينها صار ملتقى البحرين صديق السفر ، كان به الكثير من المبالغات ، إلا أنه كان يحمل الكثير من الأخبار أيضاً .
والآن انتهت عطلته، عائداً للهند للدراسة لسنتين – ويخبرنا إلى ماذا يعود:
أعود للهند لأستنشق الكربون والهواء الملوث ، لأرى الإختناق المروري وزحمة السير ، لأشاهد الفقر المدقع الذي يمر به الكثير من المواطنين الهنود ، لأستمتع باحتفالات أكثر من أيام السنة ، لأسد أذني عن أغانٍ هندية لا تتوقف لحظة ، ولا تعرف وقتاً للراحة
ويذكر أيضاً نواحي الحياة التي تعجبه في الهند، وأيضاً الأشياء التي لا يريد أن يراها:
أعود للهند لأرى التسامح الديني ، لأبتعد عن الإختناق الطائفي ، لأريح جسدي المنهك من توالي الأحداث في موطني ، أرى الغربة خير رفيق ، أراها أحلى وأقسى من الوطن في آن واحد .
…أعود لفوضى من الإجراءات البيروقراطية المملة في الكلية والداخلية ….الخ .
أعود لعالمي الذي رأيت فيه الهدوء ، والفرصة للقراءة والإطلاع.