فلسطين: الحداد على مصطفى تميمي

على مدار أكثر من عامين، بدأت المظاهرات في النبي صالح، وهي قرية خارج رام الله. وهناك، ركز المتظاهرون اهتمامهم على الحصول على المياه من مستوطنة حلاميش القريبة، والتي سيطرت في 2009 على بئر عين القوس، لتمنع الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم. المظاهرات – والتي تركز بشكل كبير على كافة الأمور التي تتعلق بالإحتلال الإسرائيلي – فقد اكتسبت بعض الإهتمام الدولي في السنوات الماضية، عبر الفيلم التصويري من قبل المتظاهرين ليجد مكاناً له على صفحات نيويورك تايمز. وقد هاجمت القوات الإسرائيلية المتظاهرين بالنبي صالح ومناطق أخرى بكافة أنحاء الضفة الغربية، مع اعتقال المتظاهرين في بعض الأوقات.

يوم الجمعة الماضي، ومع هذا، فقد شهدت النبي صالح مأساة حيث أصيب الناشط مصطفى تميمي، 28 سنة، بعد أن قام الجنود الإسرائيليون بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع مباشرة في وجهه، ولقي حتفه في المستشفى بعد أن تأخرت عملية علاجه بسبب قوات الإحتلال والتي احتلت القرية لقمع المظاهرات الأسبوعية،” وذلك حسب كا ذكرته لينا، والتي كتبت:

إن اختلافاً واحداً هو ما يميز النبي صالح عن القرى الأخرى ولجان المقاومة الشعبية بها، مثل نيلين، بيلين، بيدو وبودروس هو أنه لا يوجد قتلى، أو شهداء في هذه التظاهرات. ربما التعرض للضرب أو القبض، ولكن لا قتلى حتى الأمس.

صورة لمظاهرة النبي صالح بواسطة عمرو زايد، يوليو 2011 (CC BY-ND 2.0)

على المدونات، تويتر، وفيسبوك، ينعي النشطاء الفلسطينيون خسارتهم لأحد زملائهم.

وتكتب المدونة عبير قبطي:

أذكر شجاعتك أثناء المناوشات الأسبوعية بالنبي صالح، ومواجهة أسلحة الجيش بصدر مفتوح. أعتذر لك لعدم امتلاك شجاعتك، فحياتك لا تستحق أقل من حياتي

عزيزي مصطفى، نظراً لهذا الوقت فإني خائفة لتقديم أية وعود، فلقد تعلمنا ألا نعد بما هو أكبر منا. فقط أستطيع أن أعدك بأنني سأستمر في الذهاب إلى النبي صالح، لن أفقد الأمل، بالضبط كما لم تفقده أنت. أعدك بأن شجاعتك ستكون ملهمتي ومصدر قوتي.

فلترقد في سلام يا صديقي

ودونت عبير أيضاً:

كل يوم أقول أن غداً يوم جديد، ولكن الغضب لا يزول.

على المدونة الجماعية Front Line Echo، يكتب amraamra:

لأولئك الذين يقولون أني آخذ الأشياء بشكل شخصي، فسأستمر في أخذها بشكل أكثر شخصية من كل قلبي لأني إنسان! فأنا أتنفس، أشعر، أبكي، أضحك، أحب وأكره. فعندما يجرحني أحد، فإني أجرح. عندما يدغدغني أحد، فإني أضحك. وعندما ننعي فقد أخ فلسطيني ويشاهده فلسطينيون آخرون لا حول لهم ولا قوة في الشارع، مبتسمين ومعلقين باستهزاء، فإن ذلك سيغضبني. عندما يسرق أحد حياة صديق بهذا الشكل الوحشي المقزز، فإني سأحزن. سأحزن…. فقط كما يحزن الآخرون.

يتابع المدون:

عندما ينصح المجتمع الدولي الفلسطينيون بالإلتزام بالمقاومة السلمية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي المستمر، فإن هذا ما نقوم به. إلا أننا نواجه بنفس القمع الوحشي بل وبشكل أسوأ. وعند هذا الحد فلا أعلم ما الذي يعطيني الأمل في الإستمرار، وأعتقد أن الكثير سيتفقون معي. لا شيئ يبدو معقولاً الآن. ولكن شيئاً واحداً معقولاً، هو أن روح مصطفى تميمي لم تذهب هباء. فسنحمله معنا دائماً في كفاحنا المستمر ضد الإحتلال. لن نستسلم يا مصطفى… وهذا أمر مؤكد!ا

يوم الإثنين، أتى جنود إسرائيليون تحت النيران فيما يبدو دفاعاً عن استخدام قوة وسائل الإتصال الإجتماعية، القصة التي تم تغطيتها بواسطة نيويورك تايمز. وقد تمحور دفاعهم وبشكل كبير حول حقيقة أن تميمي قام بإلقاء الحجارة على المدرعة أثناء مغادرتها المكان. وفي رد للأمريكي- الإسرائيلي جوزيف دانا فقد دون:

هل يكون إلقاء الحجارة على مدرعة حربية معادية جريمة عقابها الموت؟

الصحفي حاجي مطر، في مقال مترجم ومعاد نشره بمجلة +972، يشارك بفهوم واحد من إسرائيل:

بكل بساطة فإنها صدمة. صدمة بحق. أنظر حولي، فلا أرى مجتمعي مصدوم. ليس مصدوماً على الإطلاق من هؤلاء الناس، أو بسبب الإثنين اللذين جرحا في النبي صالح بالأمس، أو الإثنين اللذين ألقي القبض عليهما في المظاهرات السلمية معصرة، والتي حتى لم تنل أية تغطية. أرى التقارير الحريصة تقرأ، “يدعي الفلسطينيون أن… ” والإيمان الأعمى في رد المتحدث باسم قوات الدفاع الإسرائيلية. والافتقار للصدمة يصدمني حتى بشكل أكبر ….

ستكون تظاهرة الجمعة تكريماً لتميمي، وقد تم إنشاء صفحة فيسوك للتنسيق.

1 تعليق

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.