مملكة البحرين: عدوة للإنترنت

منذ أكثر من عام، أتذكر كيف كانت يهددني مناصري الحكومة البحرينية، فقد فام مستخدمو فيسبوك عشوائيون بتهديدي بعد الكتابة عما كتبه نبيل الحمر، مستشار ملك البحرين، على فيسبوك. أنا لا أعيش بالبحرين، ولذلك لا يستطيع أحد اعتقالي بسبب ما أكتبه سواء على تويتر أو في مقالات عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.ولكني بالرغم من ذلك مهتمة بما يحدث لزملائي وأصدقائي في البحرين، الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم من أجل حقهم في التعبير على فيسبوك أو تويتر أو أي وسيلة إلكترونية.

في مارس / أذار وأبريل / نيسان، عندما كانت البحرين تحت حالة الطوارئ، وبينما كانت قوات درع الجزيرة (قوات سعودية وإماراتية مشتركة) تساعد قوات الأمن البحرينية في الهجوم على المتظاهرين السلميين، كانت هناك أيضاً حرباً إلكترونية. حيث قام مستخدمو فيسبوك يدعمون الحكومة البحرينية (أو بلطجية!) في رفع صور لنشطاء مع وضع دوائر حمراء حول وجوههم. وبدلاً من مسائلة الذين يهددون أمن المدنيين، قامت الحكومة البحرينية باعتقال هؤلاء النشطاء التي ظهرت صورهم على فيسبوك. واحدة منهم هي آية القرميزي، شاعرة بحرينية، التي أفرج عنها بعد شهور من التعذيب والمعاملة المهينة في السجن. بينما اختفى بعض النشطاء مثل مدون الأصوات العالمية علي عبد الإمام، وآخرون قتلوا مثل أحمد إسماعيل، رائد صحافة المواطن.

ليس هذا كل شيء، فقد اعتقلت السلطات البحرينية نبيل رجب، مدير مركز البحرين لحقوق الإنسان وهو عائد من البحرين في مطار البحرين الدولي بحجة تغريداته “المسيئة”. وأدعو الجميع زيارة حسابه على تويتر والبحث عن أي مادة “مسيئة”. ففي أي دولة قمعية مثل البحرين، يعتبر استخدام تويتر أو الشبطات الاجتماعية الأخرى لكشف انتهاكات حقوق الإنسان هو “إساءة للدستور”.

من المضحكات المبكيات، أن تعتبر المنامة عاصمة الثقافة العربية، بينما هي عاصمة دولة تمارس القتل والاعتقال والخطف بحق مستخدمي الإنترنت لديها. أتمنى ألا تعتبر مقالتي تلك، أو تغريداتي، “مسيئة” للملكية البحرينية.

1 تعليق

شارك النقاش

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.