كوريا الشمالية: علامة تغيير أم استمرار لنفس الخطاب؟

هذا المقال جزء من تغطيتنا الخاصة العلاقات الدولية وشئون الأمن.

جدارية لكيم إيل سونج حاكم كوريا الشمالية السابق. تصوير yeowatzup على فليكر، مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي

جدارية لكيم إيل سونج حاكم كوريا الشمالية السابق. تصوير yeowatzup على فليكر، مستخدمة تحت رخصة المشاع الإبداعي

تضمن خطاب كيم جونج أون بمناسبة العام الجديد، من ضمن أمور كثيرة، أهمية العلاقات بين الكوريتين. وبينما اعتبر العديد من المراقبين هذا إشارة لخطة انفتاح كوريا الشمالية في 2013، اختلف معهم بعض المدونين والمعارضين، تحت فرضية أن الخطاب ما زال بنفس النغمة القديمة المستمرة منذ منتصف القرن الماضي.

استقبلت وكالات الأنباء الغربية والكورية الجنوبية رسالة الزعيم الكوري الشمالي استقبالاً جيداً. على سبيل المثال تعتقد جريدة نيويورك تايمز أن خطاب كيم يعتبر صفحة جديدة مع كوريا الجنوبية. اهتمت الجريدة اهتماماً خاصاً بهذا التعليق “إن مفتاح إنهاء انقسام الأمة والوصول إلى الوحدة هو إنهاء حالة المواجهة بين الشمال والجنوب”. وفي الواقع فإن نفس الاستنتاج يمكن تطبيقه على قول كيم بأن “إن الشرط الأساسي لتحسين العلاقات بين الكوريتين في سبيل الوحدة هو احترام وتفعيل البيانات والإعلانات الشمالية الجنوبية المشتركة”.

ويحاول البعض الذهاب إلى ما بين السطور، حللت مدونة South Korea Unification Ministry (وزارة توحيد كوريا الجنوبية) الخطاب إحصائياً، [معظم الروابط بالإنجليزية والكورية] وذكرت أن كلمة “اتحاد” تكررت 22 مرة وعادة مع كلمة “متكرر”. ولهذا فقد استنتجت المدونة أن ذلك يعكس نمطاً استمر خلال الثلاثة أعوام السابقة يعبر عن انفتاحاً متزايداً من قبل كوريا الشمالية.

أثار هذا التغير في طريقة إلقاء خطاب الاحتفال بالعام الجديد في كوريا الشمالية اهتمام الكثير من المراقبين. فبدلاً من نشر الخطاب في وسائل الإعلام الكورية الشمالية، كما كان يفضل والده الراحل، فضل كيم وسيلة جده وهي إلقاء خطاب تليفزيوني. وتذكر مدونة North Korean Leadership Watch (مراقب زعامة كوريا الشمالية) أن ذلك يضيف بعض المصادقية حول مزاعم كيم أنه يحاول محاكاة كيم إيل سونج في محاولة لكسب دعم أكبر من الشعب الكوري الشمالي. من المفترض أن مؤسس كوريا الشمالية كان ذا شعبية كبيرة، بينما كان كيم يونج إيل مرهوب الجانب أكثر منه محترم. تستنتج بعض التقارير أن كيم يونج أون كسب لنفسه هذا الوزن عبر تقليد طريقة جده في المشي والتسقيف.

أظهر الكثير من معارضي كوريا الشمالية وجهة نظر متشككة للغاية للمقدمات السياسية التي يقدمها كيم للجنوب والمجتمع الدولي. كتب جوو سونج-ها، وهو عضو سابق من النخبة الكورية الشمالية على مدونته أن طلاب الجامعات أجبروا على حفظ خطبة العام الجديد، مما جعل المدون يعتبر خطاب كيم رسالة غير واقعية وبلا معنى.

يكتب لنا جوو عما رآه وسمعه من قبل:

كل هذه المصطلحات الحسنة استخدمت من قبل في خطاب العام الجديد في 2010 مثل: “يجب أن نفتح الطريق لتنمية العلاقات الكورية البينية. يجب أن نتقدم في طريق إعادة العلاقات والتعاون بين البلدين”، و(بناء على ما جاء بالخطاب) قام ثمانية خبراء من كوريا الشمالية بكتابة تقرير مشترك يستنتج أن ‘كوريا الشمالية أثبتت رغبة قوية لإصلاح العلاقات الكورية البينية بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي’. ولكن، في أقل من 3 أشهر كان السفينة الحربية Cheonan هوجمت، وفي نهاية العام، قصفت كوريا الشمالية جزيرة Yeonpyeong، الأمر الذي أدى إلى خلق حالة مشابهة لإعلان الحرب.

(…)

وتكرر هذا النمط في عام 2006؛ حيث زعمت كوريا الشمالية في خطابها بمناسبة بداية العام عن نيتها في مباحثات واقعية، بدلاً من الإجراءات القاسية التي اتبعتها في الماضي. ولكن في أكتوبر هذا العام بدأت أول تجربة نووية في كوريا الشمالية.

 عبر بعض المدونين الآخرين عن وجهات نظر مشابهة. كتب ستيفن هاجارد، والذي يكتب في مدونة معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أنه “ليس هناك رسالة خفية” في خطاب كيم وأن التغييرات المعتزم إجراؤها في إدارة الاقتصاد مطلوبة فقط للحفاظ على النظام الاشتراكي الحالي. بل ويظن ستيفن الأسوأ، وهو أن بيونج يانج لا تقدم شيئاً في مقابل الحوار بين الكوريتين:

وانتهى الخطاب أيضاً بملاحظة ذات أمل ضعيف. إذا كان هناك نية لتبادل العلاقات، يجب أن تكون واضحة. يجب أن نعرف ماذا يقدمه الجانب الكوري الشمالي؟ مع كل الاحترام للسياسات الاقتصادية والسياسات الخارجية، شعارنا كما يقول جيري ماك جواير: “أرنا المال”.

 

أتى خطاب كيم أيضاً بعد فوز حزب Saenuri في الانتخابات في الجنوب. وسوف تبعد الرئيسة المقبلة للبلاد، Park Geun-hye، عن سياسات الرئيس السابق Lee Myung-bak تجاه كورية الشمالية. على سبيل المثال فقد تعهدت الرئيسة المقبلة لمواصلة الدعم الإنساني لكوريا الشمالية (بالرغم من أنها تريد فصل الدعم الإنساني عن السياسة) وتحاول أيضاً عقد مؤتمر قمة مع كيم يونج أون.

ومع ذلك فإن الكثير من المدونين يؤمنون أن الرئيسة تواجه العديد من التحديات. تكبت Jeong Lee في مدونة منتدى شرق آسيا:

إن محاولتها لمد أغصان الزيتون لكيم يونج أون ربما تلقى معارضة من صقور حزبها الحاكم ومن المجتمع الدولي عقاباً على تجربة كوريا الشمالية الصاروخية.

ولكن المدونة عبرت عن أملها عن نتائج إيجابية تتحول إلى رؤية أكثر واقعية للعلاقات بين الكوريتين بعد زيارة التي وقعت لكوريا الشمالية وبعد مقابلة كيم يونج إيل.

شعار شبكة العلاقات والأمن الدوليةالنص الأصلي لهذا المقال بالإضافة إلى النسخ الإسبانية والعربية والفرنسية برعاية من شبكة الأمن الدولية (أي أس أن) كجزء من شراكة في مجال صحافة المواطن في مجال العلاقات الدولية وشئون الأمن في العالم.
يمكنكم زيارة مدونة الشبكة للمزيد.

ابدأ المحادثة

الرجاء تسجيل الدخول »

شروط الاستخدام

  • جميع التعليقات تخضع للتدقيق. الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر تعليق مزعج.
  • الرجاء معاملة الآخرين باحترام. التعليقات التي تحوي تحريضاً على الكره، فواحش أو هجوم شخصي لن يتم نشرها.