المواطن الرقمي تقرير شهريّ يتكون من الأخبار والسياسات والأبحاث عن حقوق الإنسان والتكنولوجيا في العالم العربي.

البحرين

اعتقل المدون البحريني محمد حسن (والمعروف باسم صافي في المجتمع التدويني والإعلام الاجتماعي) من منزله في يوم 31 يوليو / تموز للعام 2013 وأصبح قيد الاعتقال منذ ذلك التاريخ. وقامت قوات الأمن، بدون تقديم مذكرة قضائية بحق اعتقال المدون، بمصادرة حاسبه الآلي وأجهزته الإلكترونية الأخرى. وفي 7 أغسطس / آب صدر بحقه اتهامات من ضمنها “الدعوة إلى تجمعات، تشغيل حسابات تدعو إلى تغيير النظام، والتحريض على كراهية النظام، والدعوة إلى مخالفة القانون”. غرد محاميه، عبد العزيز موسى، على تويتر أن محمد ظاهرة عليه علامات التعذيب على ذراعيه، وأخبر القاضي عن تعرض محمد للضرب على أسفل ظهره وبطنه. وبعد 14 ساعة من إرسال هذه التغريدات، اعتقل المحامي وأغارت قوات الأمن على بيته. ويظل محمد ومحاميه قيد الاعتقال.

أصدر 51 مدون من كافة أنحاء العالم بيان تضامن مع محمد حسن، وهو أيضاً من مؤلفي الأصوات العالمية. يقول البيان، “مع اعتقال زميلنا المدون محمد حسن وزملاؤنا المعتقلون الآخرون، لن نهدأ حتى يعود محمد إلى عائلته وأصدقائه.” طالب البيان المجتمع الدولي وكل الكيانات المدافعة عن الحريات بالضغط على النظام البحريني والمطالبة بإطراق سراح محمد حسن. يقوم مناصرو محمد حسن بالتغريد تحت الوسم #FreeSafy ونشر الصور لدعمه على تمبلر.

اعتقلت السلطات البحرينية أيضاً المصور حسين حبيل، وهو من أصدقاء محمد حسن المقربين، في المطار قبيل محاولته السفر إلى دبي. واعتقلت السلطات أيضاً المصور قاسم زين الدين من قريته الدراز الواقعة في الشمال في 2 أغسطس / آب وصادرت كل أغراضه الإلكترونية.

رحَّلت السلطات إيرين كيلبرايد، وهي أمريكية تعمل بالتدريس في البحرين، بناء على نشرها تعليقات “متطرفة” على تويتر ومنصات أخرى. حيث أثارت ما كتبته “التحريض على الكراهية ضد الحكومة والعائلة المالكة” طبقا لتصريحات وزارة الدولة للاتصالات. ذكرت الوزارة أيضاً أن التحريات والتحقيقات أثبتت أن إيرين “عملت بالصحافة بصورة غير قانونية” مما اعتبرته خرقاً لشروط التأشيرة. تعمل إيرين محررة في مفتاح، وهي مدونة سياسية وبيت خبرة مختص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

في 31 يوليو / تموز، أصدرت منظمة Bahrain Watch تقرير من 93 صفحة تحت عنوان “ملفات عناوين الإنترنت: كيف تقمع الحكومة البحرينية المعارضة الإلكترونية المجهولة” موثقة محاولة الحكومات تتبع ومحاكمة مستخدمي تويتر مجهولين عبر وسيلة الروابط التجسسية — وهي روابط تكشف عن هوية العنوان الإلكتروني الزائر لرابط معين. ذكر هذا التقرير أنه منذ أكتوبر / تشرين الثاني 2012، قامت السلطات باعتقال 11 شخص بادعاء إرسال تغريدات مسيئة للملك حمد بن عيسى آل خليفة.

في محاولة لقمع المظاهرات المعارضة للحكومة، قامت الحكومة البحرينية باستهداف المواطنين الصحفيين استباقياً قبل المظاهرات المرتقبة قبل 14 أغسطس / آب.

تونس

قام الرئيس التونسي منصف المرزوقي بالعفو عن 343 سجين بالإضافة إلى عفو خاص عن 20 سجين آخر بمناسبة عبد الفطر وعيد الجمهورية.

بالرغم من تقديم محامي مستخدم الإنترنت جابر الماجري لطلب العفو الرئاسي، فإنه لم يكن من ضمن المعفو عنهم. وكان قد حكم على جابر بالسجن لسبع سنوات ونصف لتهم من ضمنها “بتهمة الاستهزاء بالإسلام ونشر مواد من شأنها تعكير صفو النظام العام أو النيل من الأخلاق الحميدة عبر رسومات مسيئة للنبي محمد على فيسبوك”. وحكم على صديقه غازي الباجي بنفس التهم لنشره كتاب ساخر باسم وهم الإسلام. فر غازي من البلاد وحصل على لجوء في فرنسا.

الأردن

حجبت الحكومة الأردنية مؤخراً المواقع الإلكترونية الخاصة بعمان نت، JO24، عين نيوز، خبر جو، وكل الأردن، بالإضافة إلى حبر — والذين رفعوا قضايا على الحكومة الأردنية بدعوى عدم قانونية الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالنسبة لحجب هذه المواقع بالإضافة إلى عدم دستورية التغييرات التي تمت على قانون المطبوعات والنشر.

سوريا

يطلق لقب الجبهة الثانية على الإنترنت في سوريا، وينجذب إلى مستخدمي الإعلام الاجتماعي الذين يتحثون عن سوريا متصيدي التعليقات، أو ال Trolls، بينما يشن الجيش الإلكتروني السوري موجة واسعة من الهجمات، بداية من إختراق المواقع الكبرى إلى برامج الخدمات الصوتية على الإنترنت VoIP مثل فايبر وتانجو. وفي تطور مفاجئ، قامت جبهة النصرة، والتي تعتبرها الولايات المتحدة والأمم المتحدة منظمة إرهابية، بأمر مناصريها بنبذ الخلاف والشقاق على الإعلام الاجتماعي.

بينما لا تريد جبهة النصرة الخلافات والشقاقات على الإنترنت، فإن الجيش الإلكتروني السوري يستمر في مهاجمة أهدافه: ففي 27 أغسطس / آب، استطاعوا التحكم بنطاق جريدة نيويورك تايمز عبر اختراق القائم على تسجيل النطاق وشوهوا الموقع.

يعمل النشطاء السوريون على تحدي سيطرة الإعلام الغربي وسياسات المعارضة عبر مشروع جديد، سوريا مانحكت، بالعربية والإنجليزية. يجمع المشروع المحتوى ويبرز الردود المجتمعية والفنية والصحفية على ما يحدث بين السوريين داخل وخارج البلد. يسعى المشروع إلى جذب الأنظار إلى فعاليات اللاعنف في ضوء عدم وضوح الرؤية الذي يواجهه الرأي العام.

لبنان

في يونيو / حزيران نشرت وسائل الإعلام عن حجب العديد من مواقع القمار في لبنان. غرد وزير الاتصالات نيكولا صحناوي شارحاً أن حجب هذه المواقع تم وفق القانون رقم 1995 والذي يعطي كازينو لبنان احتكار صناعة القمار في البلاد.

فلسطين

نشر موقع المونيتور تقرير في أغسطس / آب حول مراقبة حماس لوسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمت ذلك في التحقيق مع بعض النشطاء في غزة. وفي حوار مع الموقع الجديد، ذكر ناشط غزاوي، أطلق على نفسه اسم يوسف، أن السلطات في غزة سألت عن كلمات المرور الخاصة بحساباته على فيسبوك وتويتر والبريد الإلكتروني أثناء التحقيق معه حول نشاطه السياسي الشبابي.

مصر

رفضت محكمة القضاء الإداري في مصر دعوى حجب المواقع الإباحية. ترجع القضية إلى العام 2009، عندما أصدرت المحكمة الإدارية العليا قراراً بحجب الموقع الإباحية، ولكن لم يتم تنفيذ أو تفعيل هذا القرار، مما أدى بالرئيس السابق محمد مرسي لإعادة المطالبة بالحجب.استجاب المحامي إبراهيم السلموني لهذه المطالبة عبر إقامة دعوى أمام مجلس الدولة لحجب المواقع الإباحية، تحت دعوى أن زيادة أعباء الزواج والبطالة المستمرة السنوات الماضية أدى إلى إقبال معظم الشباب على تصفح المواقع الإباحية على الإنترنت. ذكر محامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن تطبيق الحجب سيكون إهدار للمال العام.

الكويت

في بداية أغسطس، آب، قبل احتفالات عيد الفطر، أصدر الأمير صباح الأحمد الجابر آل صباح عفواً عن عدد من النشطاء الذين صدر يحقهم أحكام بدعوى “التطاول” عليه على تويتر. وطبقاً لما ذكرته وسائل الإعلام، فإن السلطات أطلقت سراح 10 أشخاص. ومنذ يونيو / حزيران 2012، فمات السلطات بالتحقيق مع العديد من النشطاء الإلكترونيين والسياسيين المعارضين بتهمة “التطاول على الأمير” في خطاباتهم وعلى تويتر. أفرج الأمير فقط عن هؤلاء الذين راجعت محكمة الاستئناف أو المحكمة العليا ملفاتهم.

السعودية

تعرضت الناشطة السعودية إيمان القحطاني، والتي تواجه العديد من الضغوط لنشرها تغريدات حية أثناء محاكمة مؤسسي جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية، للمنع من السفر خارج السعودية في منتصف يوليو / تموز. تذكر بي بي سي أن المنع من السفر إجراء منهجي تمارسه السعودية ضد النشطاء السياسيين عقاباً على محاولتهم “زعزعة الاستقرار السياسي”.

اتهمت السلطات الناشط رائف بدوي بمخالفة أحكام قانون مكافحة جرائم المعلوماتية السعودي، وحكمت عليه بستمائة جلدة والسجن سبع سنوات. يعتبر رائف مؤسس شبكة الليبرالية الحرة السعودية، ووجدته السلطات مذنباً بتهمة الإساءة إلى الإسلام على موقعه الإلكتروني وفي تعليقات أدلى بها للتلفزيون، كما أضافت إلى عقوبته 3 أشهر لعقوق الوالدين.

أدين 7 مستخدمين لفيسبوك بسبب تعليقات عن مظاهرات في يونيو / حزيران الماضي وحكم عليهم بالحبس لفترات بين خمس وعشر سنوات. فرضت المحكمة أقسى عقوبة وهي السجن لمدة 10 سنوات على عبد الحميد العامر. اتهمه الادعاء بإنشاء مجموعتين على موقع “فيسبوك”، يُزعم أنه قام من خلالهما بـ”تجنيد الآخرين للانضمام إلى التحركات” و”أعطاهم الأفكار والتوجيه حول المواقع الهامة للتظاهر، وحدد مواقيت [المظاهرات]”.

الإمارات

أرسلت هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية رسالة إلى مقدم خدمة الاستضافة الألمانية Hetzner Online AG طالبة من الشركة إغلاق موقع جريدة الوطن بناء على إدعاء أن “نطاق watan.com مسجل لصالح تنظيم الدولي للإخوان المسلمين.”  جريدة الوطن — وهي مسجلة كوكالة إخبارية في الولايات المتحدة — تنشر أخباراً ساخرة وأحياناً ناقدة للشئون المحلية الإماراتية، باختلاف بارز عن الإعلام المحلي. تأتي هذه الضغوط التي تقوم بها هيئة تنظيم الاتصالات ومحاولاتها حجب المحتوى المدار خارج حدود الإمارات بعد مرسوم مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذي صدر في سنة 2012، وتضمن المرسوم نصاً يعاقب بالسجن كل من استعمل الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات بقصد السخرية أو الإضرار بسمعة أو هيبة أو مكانة الدولة. نجحت هذه الضغوط في إسكات الانتقادات المحلية. انتقد ناشر جريدة الوطن، نظام المهداوي، الحكومة الإماراتية قائلاً “إذا انتقدت انتهاكات حقوق الإنسان في الإمارات تضعك الحكومة في خانة الإخوان المسلمين”. لم ترد شركة الاستضافة الألمانية على طلب هيئة تنظيم الاتصالات بعد.

العراق

نشرت منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي دراسة عن مسودة قانون الجرائم الإلكترونية في العراق، والذي ألغي في بداية هذا العام. هذه الدراسة جزء من مشروع المنظمة في سلسلة معنونة “في عيون منظمينا” وتنظر الدراسة في الحركة الاجتماعية التي عارضت هذه المسودة.

سلطنة عمان

يواجه الناشط الحقوقي سعيد جداد تهماً من ضمنها “النيل من مكانة الدولة وهيبتها”، وذلك لمطالبته بالإصلاح السياسي والاجتماعي في سلطنة عمان. وفي سنة 2012 قامت الحكومة العمانية بالحكم على 35 ناشط بالحبس بدعوى تهم مثل إعابة السلطان، والتجمع الغير قانوني، ومخالفة قانون الجرائم الإلكترونية عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.

المغرب

في موجة من قرارات العفو التي صدرت في يوم العرش، أصدر الملك محمد السادس عفواً عن دانييل جلفان مغتصب الأطفال الإسباني، والذي حكم عليه في قضية اغتصاب 11 طفل في سنة 2011. أثار قرار العفو حملات إلكترونية غاضبة وغير مسبوقة على تويتر تحت وسم DanielGate#، وهو واحد من الوسومات النادرة النائشة في المغرب التي نجحت في أن تصبح متداولة على مستوى العالم.

تلت الحملة الإلكترونية مظاهرات حاشدة في الرباط، تلتها مظاهرات في الدار البيضاء. سحب الملك قرار العفو بناء على مطالبات المظاهرات، واعتقلت السلطات الإسبانية دانييل، والذي هرب إلى أسبانيا بعد الإفراج عنه.

أخبار أخرى

• نشرت مجلة أرابيان بيزنس تقرير عن حرية الإنترنت في المنطقة.وقع العديد من الحركات والمجموعات في المنطقة على مجموعة من المبادئ المختصة بتطبيق حقوق الإنسان فيما يتعلق بمراقبة الاتصالات
• تعد منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي SMEX دراسة لتوثيق مدى تأثير القوانين على مستخدمي الإنترنت في ست دول عربية.
• نشر مؤخراً كتاب عن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعنوان: صعود الشركات الناشئة: ثورة ريادة الأعمال تعيد صناعة الشرق الأوسط. نشر موقع واشنطن للاستعراض المستقل للكتب حوار مع المؤلف، كريستوفر شرودر.

يقدم المواطن الرقمي إليكم عبر دفاع الأصوات العالمية، وحبر، ومنظمة أكسس، ومؤسسة الجبهة الإلكترونية، ومنظمة تبادل الإعلام الاجتماعي. قام بالمساهمة بالبحث والتحرير والكتابة في هذا التقرير عفاف عبروقي، وهشام المرآة، وإليري روبرتس بيدييل، وأمينة الكامل، مروان حما، وفاء بن حسين، كاثرين ماهر، جيليان يورك.

اشترك بالقائمة البريدية الخاصة بالمواطن الرقمي عبر البريد الإلكتروني.